الاصدقاء المتابعون ... للمدونة ... يعلمون انني كنت بصدد التوجه ...لمقر عملي - بمدينة الرياض - هذا الاسبوع ... لتصفية مستحقاتي المادية ..عن الفترة الماضية .. بعد ابلاغ المكتب لنا بصفة مفاجئة ... بفسخ التعاقد ... ورغبته في تسوية المدة المتبقية - ثلاثة اشهر - وديا .. بحيث يتحمل ..المكتب .. مدة شهر من تاريخ الاخطار ...- 22/7 - ..علي ان نكتب .. نحن تنازلا ... عن باقي الفترة .. مقابل ... سرعة تصفية المستحقات ... وخروجا من دهاليز الشكاوي المتبادلة في مكتب العمل
وفعلا توجهت امس - صباح الاثنين - للمكتب ... وانا اضع في رأسي سيناريوهات ... التصفية ... محاولا ان اقنع نفسي ... بأنني يجب ان اكون هادئ الاعصاب ...- مهما حدث - ..حتي اصل لنهاية طيبة ...مع المكان الذي قضيت به اكثر من عامان ونصف العام ... ما دام هناك سبيل ..لتسوية الامور وديا.
وصلت للمكتب مبكرا ... فكنت اضع في راسي ضرورة الانتهاء من اعمال التصفية مبكرا ... حتي يتسني لي التجوال بمدينة الرياض ... لاشتري ..بعضا من الهدايا التي انوي شرائها ...للاقارب... والاصدقاء , ..دخلت علي مدير المشاريع ...- وهو انسان مهذب لطيف المعشر - لأنتهي من تصفية الامور الفنية اولا .. وبعد العبارات البروتوكولية ..المعتادة ... وبعض الشد والجذب ...في بعض الامور المادية البسيطة ... فوجئت به يسألني .. " هل لديك رغبة في الاستمرار معنا ؟ ... ام حزمت رأيك علي المغادرة ؟ " ... ومبعث دهشتي كان السبب فيها ... انني لست اول مهندس يمر بعملية التصفية ... فأنا تقريبا كنت الثالث ..الذي يمر بهذة العملية في غضون فترة الـ 10 ايام الماضية ... وكنت اتعمد ..اعرف سير الاحداث مع من سبقني من الاصدقاء ... وتأكدت ان المكتب ليست لديه الرغبة .. او لنقل القدرة .. علي تجديد التعاقدات .
فكرت لمدة ثواني ... وابلغته .. بانني ارحب ... بمعرفة العرض المقدم من المكتب ... حيث ان المكتب - رغم كل شئ - يعتبر صاحب الاولوية الاولي ... حتي في حال وجود عروض اخري - في الحقيقة لم تكن هناك عروض اخري ...ولكن هكذا يجب ان يكون طريق التفاوض - ... عرض علي العمل مع احدي الجهات التي يشرف لها.. المكتب علي الاعمال ..الهندسية .... فايقنت في تفكيري ... انها محاولة تعجيزية ..اخري ...- كما المحاولة السابقة - التي تشترط فيها الجهة المالكة ...شروطا معينة في المتقدم ... يعجز المكتب عن الايفاء بها ..من كوادر المهندسين الموجودين لديه ... فيقوم بحيلة جيدة ... يرسل كل فترة اوراق احد المهندسين ... ليقوم بعمل مقابلة ... وهو متيقن ان الجهة سترفض هذا المهندس ...ولكنه يقوم بذلك ..من اجل انه في نهاية العقد ... وعند قيام الجهة المالكة ... بتطبيق الغرامة .. يقوم بالدفع انه قدم اوراق عدد كبير من المهندسين ... ولكن الجهة المالكة هي من رفضت الموافقة عليهم
ما زاد من يقيني ...بأن الموضوع غير جدَي .. السرعة الشديدة التي قام باعداد الاوراق بها ... ثم النقطة الحاسمة ... وهي التفاوض علي المقابل المادي ... فوجئت به يعرض .. مبلغ يعتبر جيدا للغاية ...بالنسبة للمقابل الذي اتقاضاه حاليا ... فقلت في نفسي ... " بص ... انت اذهب للمقابلة ... وقم بما يجب عليك القيام به ... وليوفقني الله لما فيه الخير " .
بدون الدخول في تفاصيل كثيرة ... النتيجة انه تم الموافقة علي ترشيحي للعمل المطلوب ...من الجهة المالكة ... بل انهم طلبوا مني الانتظام في العمل باسرع وقت ... ورجعت الي المكتب ... ليس ... من اجل تصفية ... المستحقات ... كما كنت عازما ... ولكن من اجل المفاوضة ... ووضع الصيغة النهائية لتجديد التعاقد .. مع وعد مني بانني ساحاول الانتهاء من متعلقاتي هنا - حيث اقطن - والعودة الي الرياض في اسرع وقت ...للانتظام في العمل الجديد.
ورجعت في نفس السيارة التي ذهبت بها - مع بعض الزملاء الذين كانوا في مهمة عمل منفصلة - بعد اربع ساعات ونصف فقط من ذهابي ... ولكنها اربع ساعات غيرت مسار الاحداث في الايام القادمة ... فبعد ان كنت شبه حزمت امتعتي - الذهنية علي الاقل - وعزمت علي العودة الي مصر ... فهاهو ...عرض مغري جدا ..- من الناحية المادية - لم يكن في الحسبان ... ولمدة محددة ايضا - 12 شهرا - جاء من الله - سبحانه وتعالي - ليكون خير تعويض ... عن بعض الامور التي تعرضت لها ... ويعلمها الله ... فاختار - جل في علاه - ان تأتي هديته سبحانه وتعالي ... بعد ان نفضت يدي ... وايقنت باستحالة الاستمرار ... " اللهم يا ربي .. لك الحمد كما ينبغي لجلال ... وجهك ... وعظيم سلطانك ".
مرة اخري ... لا اعلم لماذا اجد نفسي مدفوعا لسرد بعضا من تفاصيل حياتي ..هنا ... ولكن ..كما قلت سابقا ... ان اصدقائي هنا ... اصبحوا جزءا لا يتجزأ من عالمي ... فكما كنت حريصا امس علي اخبار عائلتي ... بالمسار الجديد للاحداث ... - وطلب المشورة منهم - .. وكما اخبرت دائرتي الضيقة من اصدقائي هنا ... وجدت نفسي اخبركم بما جد من احداث.
ارجو منكم الدعاء لي بتيسير ... امور عملي في مكاني الجديد ... وان ييسر الله - سبحانه وتعالي - لي امور البحث عن سكن ... وان تستقر اموري قبل حلول شهر رمضان الكريم ... لان هذا هو الوجه الاخر من العملة ... مشقة بدء العمل مرة اخري ... وفي مكان اخر .
اشكركم ... وتصبحوا دوما علي خير .... والسلام عليكم .