1- ما السر في الاختراعات الغريبة التي اتحفنا بها المدرب " حسن شحاتة " في تشكيل المباريتين سواءا في مبارة القاهرة ... والتي كان يبحث فيها المنتخب عن الفوز ووبفارق هدفين علي الاقل ... فاذا به يلعب برأس حربة واحد .. وورائه صانعي لعب في منتصف الملعب .... وظل المنتخب طوال المبارة عاجزا عن اختراق التحصينات الدفاعية لمنتخب الجزائر بعد ان توقعنا ان يفوز بحصيلة وافرة من الاهداف بعد احراز الهدف الاول مع بداية المباراة ... ولكن لم نلتقط انفاسنا الا والمبارة تلفظ انفاسها الاخيرة .
2- نأتي لمبارة " ام درمان " .. وهي مباراة كان من المعروف ان الاهدأ اعصابا هو من سيجني نتيجتها ... فاذا " بالمعلم " يذكرنا بالاختراعات الغريبة لمبارة " امريكا " في كأس القارات ... ويبدأ مهاجما ... باختياره اللعب برأسي حربة " زكي- متعب " ... وهو ما اثار اندهاشي الكبير ... فانت في هذة المبارة يهمك الا تخسر ... اكثر من ان تكسب ... فلماذا لم يلجأ الي امتلاك منطقة المناورات في منتصف الملعب .. واجهاد دفاعهم " السيئ " بمهاجم قوي مثل " عمرو زكي " ... ثم تكون رصاصة الرحمة بنزول " متعب " معه في النصف الثاني من الشوط الثاني ؟؟؟
3- السبب ان " المعلم " يتعامل مع المباريات بحس المشجع الذي يستعجل الفرحة والفوز ... ولا ادل من ذلك .. علي اصراره بالاحتفاظ باللاعب الخلوق " ابو تريكة " في الملعب رغم انه لم يكن في حالته الطبيعية منذ المبارة الاولي ... والتي تفاقمت مع المباراة الثانية
4- اللاعب" سيد معوض " افتتح محورا باسمه في المباراة الاولي في الجبهة اليمني لمنتخب الجزائر .. خصوصا عندما كان " ابو تريكة " يميل لمساعدته في هذة الجبهة ... وفطن " سعدان " لهذا الامر ... فاوقفه في المبارة الثانية .. حيث كان يقابل " معوض " بحائط صد ثنائي .. وثلاثي في بعض المرات ... فانقطع التموين عن المهاجمين تماما
5- " المحمدي " هذا اللاعب هل كان يلعب مع مصر في المباريتين ؟؟؟ لو ان خطيئة " حسن شحاتة " الوحيدة هي الصبر علي هذا اللاعب في مبارتين مصيريتين كهاتين المبارتين ... لما استحققنا اللعب في المونديال بسبب هذا الخطأ
6- دعوني اخرج عن سياق المتحدثين القائلين ان الهزيمة انقذت المصريين من مذبحة في السودان ... حيث استطيع ان ازعم اننا بهزيمتنا تسببنا فيما حدث لنا ... فلو كنا عرفنا كيف نفوز بالمباراة لما استطاع احد التعرض لنا .. حيث كان الامن السوداني سيبدأ في اخراج جمهور الجزائر ... وسيظل جمهورنا ليحتفل مع فريقه لمدة 3 ساعات ... يكون الامن احكم سيطرته علي الامن خارج الاستاد ... ولكن " وكستنا و خيبتنا " في عدم الفوز هي ما تسبب في تعرضنا لتلك الاحداث
7- شاب استعدادنا لمباراة ام درمان العديد والعديد من الاخطاء الفظيعة التي تكشف ان تردينا في كافة نواحي التنمية ليس وليد الصدفة او قلة الامكانيات ... ولكنه بسبب ان القائمين علي ادارة الامور لدينا هم مجرد " هواة " يديرون الامور علي حسب المزاج الشخصي وليس عبر رؤية متكاملة ومتوازنة للاحداث وتكشف ذلك في النقاط الاتية :
- الجميع كان يعرف ان الجمهور الجزائري الذاهب لحضور مباراة " ام درمان " هو " حثالة " المشجعين في الجزائر ... فلماذا لم تتحسب الجهات الامنية .. والجهات السيادية لذلك ... وارسلت من ضمن المشجعين .. عددا مناسبا " وليكن في حدود 2000 " من فرق مكافحة الشغب .. او الحراسات الخاصة ... حتي لو اضطروا لاستخراج جوازات سفر مدنية لهم ... ليقوموا بحماية الجماهير المصرية هناك ؟
- لماذا لم تحظي عملية ذهاب الجماهير لتنظيم دقيق من الجهات الامنية المصرية وباشراف شخصي من المسئولين الدبلوماسيين المصريين في السودان ... بحيث ان يكون معروفا وبدقة اماكن التجمع ... وطريقة التحرك ... وماهي سبل الحماية المتوفرة لكل فوج من افواج المشجعين
- لماذا كنا نتصرف كما لو اننا فزنا بالفعل قبل بداية المبارة ... فسافر الجميع علي عجل ... وبدون تنظيم ... فقط ليظهر في الصورة الختامية للنصر ؟؟؟ ان ما حدث يكشف عن طريقة صبيانية للغاية في التفكير ... وتكشف اننا نفرط في التفاؤل بدون ان نضع احتمالات اخري من الممكن حدوثها
8. حدث ما حدث ... وهزمنا في مباراة كرة القدم ... بسذاجة كبيرة ... و أهين مشجعونا بسبب تصرفات بعض " الهواة " القائمين علي ادارة الامور في بلدنا ... فماذا كان رد فعلنا ؟؟؟ لا شئ ... بدأنا في سياسة " اللطم والعويل " علي شاشات الفضائيات ... واسمحوا لي ... عندما تريد ان تأخذ ردا للفعل .... اما ان يكون ردك ..حاسما .. قويا مزلزلا ... واما ان تتغاضي عن الامر برمته ... متحينا الفرصة لمرة قادمة تكون مستعدا فيها ... للفعل ... واعني انه بعد ماحدث في السودان كان امامنا مسلكين للاختيار بينهما في تعاطينا مع الاحداث
- ( حل جنوني .. ولكنه يتناسب مع حالة الجنون السائدة حاليا ) اما ان يكون ردنا سريعا ومباغتا ... بخروج بعض المقاتلات المصرية مثلا ... وتقوم باجبار طائرات المشجعين الجزائريين بهبوطها في مطار اسوان ... وهو حل اقسم انه كان سينال اعجاب قطاع واسع وكبير جدا من المواطنين المصريين ... وكان من الممكن ساعتها ان يصدر بيان انها اخترقت المجال الجوي المصري بدون تصريح ... او اي شئ من هذا القبيل
- واما ان نلجأ للحلول الدبلوماسية ..علي صعيد الجهات السيادية ... وتصدر تعليمات ... لجوقة " الاعلاميين اللاطمين للخدود " بالتزام الصمت وعدم الاشارة لما حدث ... حتي تأخذ الحلول الدبلوماسية وقتها لحلحلة الموقف
9. اما ما حدث وما يزال يحدث ... فهو " عته " اعلامي ليس له ما يبرره ... وذلك للاسباب الاتية :
- ماحدث قد حدث ... واحس المصريون بالانكسار مرتين متتاليتين ...مرة بانكسار حلمهم في التأهل للمونديال ... ومرة ببعثرة كرامتهم في شوارع " ام درمان "
- التسخين المستمر في الاعلام ... والاصرار علي ان الامور لم تنتهي ... يعطي انطباعا للمواطنين .. ان هناك خطوة ستتخذ ... سينتج عنها اننا سنثأر لما حدث ..وللاسف نعلم جميعا انه ليس هناك خطوات ولا يحزنون ... مما يضاعف من حجم الانكسار لدي جموع المواطنين .. وهو امر خطير يدرك تأثيره علماء الاجتماع .. والطب النفسي ... في مجتمع يعاني اساسا من احباطات غير مسبوقة علي كافة الاصعدة
- نأتي للامر الاهم ... وهو ان ما يحدث ... من تصاعد عالي الوتيرة .. في خطاب " الاسفاف " الاعلامي ... و" الشوفونية " الغير مسبوقة للاعلام المصري ... سيرتد اثرها السلبي علي مكانة مصر .. في الوطن العربي ... واحيلكم هنا ... عن مقالات واحاديث الاستاذ " هيكل " عن " القوة الناعمة " ... واثرها الطاغي في ترسيخ مكانة الدول ... وليس القوة الخشنة
- " طارق ابن زياد " ... الفاتح الاسلامي العظيم ... الذي فتح " بلاد الاندلس " ... هو واحد من قبائل " البربر " ... فما العيب في ان يكون الاصل العرقي للاخوة الجزائريين .. من قبائل " البربر " ... ان الخطاب الاعلامي " السفيه " الذي يعاير الجزائريين باصلهم ... لهو شبيه بان تعاير " المانيا " او " فرنسيا " باصولهم " النورماندية " ... انه خطاب عنصري بغيض ... يقوم به " بعض الصبية " الذين وجدوا انفسهم في محل الاضواء وهم غير مؤهلين لها ثقافيا واعلاميا
10. ماذا بعد ؟؟؟ هذة ليست اول مرة يتعرض فيها المنتخب للشغب الغير مبرر من الجزائريين ... هل نسيتم احداث عنابة 2001 عندما لم يكن لهم لا ناقة ولا جمل في التصفيات ... ولكنهم صبوا جام غضبهم علي المنتخب اثناء المباراة .... ماذا حدث بعدها ؟ هل حاولنا ان نقيم الموقف ؟ هل حاولنا اصلاح ما افسده الدهر في علاقتنا المنسية مع دول الجوار ؟ ... هل حاولنا اكتساب ارضية لدي الشعوب الاخري ؟ ... للاسف كلا ... وهذا تم رغم امتلاكنا لسيل كبير ومنفتح من القنوات الفضائية ... ولكنها للاسف تحولت الي " عزب " خاصة لماليكيها و العاملين فيها لتصفية الحسابات والتنكيل بالاخرين .
11. لقطات سريعة :
- بالامس القريب ... وعندما تعرض التوأم " حسن " لاستفزاز غير مسبوق من جماهير الجزائر ... فقاموا بالاعتراض علي ذلك ... ساعتها تعرضوا للذبح من اتحاد الكرة ومن الاعلام التابع له ... وذلك لان السيد " سمير زاهر " كانت تحكمه لغة المصالح مع " محمد روراوة " رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم ... ولم يكن احد يتوقع ان تقوم الجزائر بالمنافسة علي بطاقة التأهل للمونديال - ولاحتي الجزائريين انفسهم - حيث ان غاية امانيهم كانت التاهل لنهائيات الامم الافريقية
- ما سر النغمة المتصاعدة عن ان لاعبي المنتخب اسعدونا كثيرا ؟؟؟؟ ان ذلك من صميم مهمتهم ... فهل من المفترض ان يتعسونا مثلا ؟ ان لاعبا خارقا بكل المقاييس مثل " زين الدين زيدان " فاز بكأس العالم ... وكأس امم اوروبا في ظرف عامين ... لم يشفع ذلك كله له ... بعد حادثة " النطحة " الشهيرة في نهائي المونديال عام 2006 وحمله الفرنسيون مسئولية الهزيمة... بعد ان كانوا قاب قوسين او ادني من الفوز بالكأس الغالية
- لا تقتربوا من مناطق خطيرة في التاريخ المشترك بين الشعوب .... فلا تمسوا حرب التحرير بالجزائر بملاسناتكم الفارغة ... و لا تمسوا الشعوب الاخري ... ولا تدعوا تميزكم وتفوقكم العرقي علي احد ... فالشعوب لا تنسي من يتطاول عليها ... وخطيئة الصغار .. تظل لفترات طويلة في وجدان الشعوب .... وما الذي نحصده الان ... سوي نتيجة الخطاب الاعلامي المشنج في نهاية السبعينيات ... عندما كنا نهاجم العرب كما لو كانوا هم اعداؤنا الحقيقيون .
- في النهاية اذكر نفسي واذكركم بجزء قصير من حديث طويل لسيد المرسلين محمد - صلي الله عليه وسلم - عن علامات قيام الساعة .. يقول فيه " هي ايام يمسي فيها الحليم حيران ... " فعلا صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
***
لبيك اللهم لبيك
***
باذن الله ومشيئته ساذهب للحج هذا العام عن والدي - رحمه الله - يوم الثلاثاء المقبل .... اراكم علي خير ... وسادعو لكم جميعا بالتوفيق والسعادة ...ان يحقق الله امانيكم جميعا .... وخالص التهاني الحارة للاخ العزيز " ذو النون المصري " بادائه لفريضة الحج لهذا العام ... وكذلك للصديق العزيز " ميخو ".. " رحيق الحياة " ... وخالص دعواتي لكم جميعا باداء تلك الفريضة الرائعة ... دمتم جميعا بكل خير ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته