عندما دفع الباب ودلف الي الداخل ..قابلته دفعة من الهواء المنعش ...المحمل برائحة تعود ان يقابلها في الاماكن المشابهة .. ولم يتوصل هل هي رائحة عطرية .. ام ناتجة من عمل المكيفات ... مسح المكان بنظره بسرعة .. واختار منضدة في مكان متوسط ... امام الشاشة العملاقة التي تحتل جدارا باكمله ... من منضدته تلك .. يشرف علي معظم البهو .. ويستطيع ان يرصد الحركة في الشارع شبه الهادئ ... ويتابع ما يعرض علي الشاشة ... هو ليس من مدمني مشاهدة التلفزيون ... ولكنه يحب ان يتابع ما يعرض ... جلس الي المنضدة ... واراح الحقيبة التي بيده علي كرسي مجاور له .. خلع منظاره الشمسي الانيق ووضعه بجوار هاتفه المحمول الاكثر اناقه امامه ... تطلع في المكان حوله ... يستعرض الموجودين في المكان ... كان المكان كالمعتاد .. به "ثنائيات " من الشباب والفتيات ... ما استرعي انتباهه ...فتاتان تجلسان بمفردهما ...لعلهما في انتظار قدوم احد ...كلا كمية المشروبات التي امامهما تشير الي انهما موجودتان منذ فترة ... تناول زجاجة مياه معدنية من التي امامه ...وصب بعضا منها في الكأس وشرب ...المياه باردة ...كيف يتسني لهم تأمين زجاجات مياه باردة علي كل الطاولات الخالية ؟ هل هم يبدلونها كل فترة ؟ .. ام ان درجة حرارة المكان هي التي تحافظ علي برودتها ؟ ... كلا المكان ليس علي تلك الدرجة من البرودة ...التي تجعل زجاجة المياه باردة بتلك الطريقة ...لابد انهم يبدلونها كل فترة ... نظر الي احدي حواف الطاولة ... ليجد ازرار التحكم ... ضغط علي زر رفع الصوت ...فانساب الصوت من تحت الطاولة ..مثيرا شعورا بالهدوء الاخاذ ... وكذلك ضغط علي زر استدعاء النادل .... " جميل نظام التحكم المنفصل الموضوع علي كل طاولة من الطاولات ... ياسلام لو الحياه تختزل في طاولة في هذا المكان ...لتحققت جميع امنياتك بضغة زر " كذا فكر وهو يبتسم .. ابتسامة خفيفة علي افكاره .... جاءه النادل ....
- " اهلا دكتور نور ...ايه اخبار حضرتك ؟ اجيب نفس طلب حضرتك ؟ ولا حضرتك هتطلب حاجة تانية ؟ "
..نظر الي " هاني " والابتسامه المرسومة علي وجهة ... هل هي ابتسامة حقيقية ... ام هي من متطلبات العمل مثلها مثل " اليونيفورم " والنوتة الصغيرة التي في يده ... انني اراهن ان .. "هاني " نفسه لا يستطيع الاجابة علي هذا السؤال ....
-" اهلا هاني ... اخبارك ايه ؟ ... لاء مش هطلب حاجة تانية "
... دون " هاني " في النوتة " اسبرسو وفروت سويسرول " .. صح حضرتك ؟ "
اومأ " نور " برأسه فانصرف " هاني " ... " هاني " طالب في كلية التجارة ... ويعمل هنا ليستطيع ان يدبر مصاريفه ... " ياله من شاب مكافح " ..ابتسم مرة اخري .... داعب منظاره الشمسي ... دائما ما يلح عليه سؤال ... هل اللغة الانجليزية شرط للتعامل في مثل هذة الاماكن ؟ ام هي اسهل في التعبير عن الاشياء ؟ .... " اسبرسو وفروت سويسرول " ... لو اردنا ترجمتها الي اللغة العربية الفصحي لصار اسمها ..." قهوة مصنوعة علي الطريقة الايطالية ... وكعك الفاكهة السويسري الملفوف " اتسعت ابتسامته .... اما في اللغة الدارجة " قهوة اكسبرسو وسويسرول بالفواكة " ... كادت ابتسامته ان تتحول الي قهقهة ... دائما نحن علي هذا الامر ... نقول اشياء ... بينما نضمر اشياء اخري ... والصواب دائما شيئا اخر .... حاول قطع افكاره ... فهو لا يريد ان يسترسل في التفكير .
التقط الحقيبة ووضعها امامه وفتحها واخرج " اللاب توب " منها ... ووضعه امامه وبدأ في تشغيله .. " اللاب توب " .. او " الحاسوب النقال " .. او " الكومبيوتر المحمول " .. اختر الاجابة الادق ؟ .. هو يعرف نفسه .. ما دام شئ قد قفز في تلافيف دماغه .. فلن يستطيع ان يطرده منه بسهولة .. بدأ " الحاسوب " في تحميل " الويندوز " .. او " النوافذ " ... او " نظام التشغيل " .
قطع وصول " مراد " حاملا الطلبات حبل افكاره .. " اهلا دكتور نور .. ايه اخبار حضرتك ؟ " .. كذا قال وهو يضع الاطباق علي المائدة .. " اهلا مراد .. ايه اخبارك .. وايه اخبار مذاكرتك ؟ " ... ابتسم مراد وهو يومئ برأسه .. بعد انتهائه من وضع الاطباق علي الطاولة .. ويتراجع خطوتين للوراء " الحمد لله يا دكتور نور ... حضرتك تأمر بحاجة ثانية ؟ " .. هز نور رأسه نافيا " شكرا يا مراد .. شد حيلك " .. مراد .. اصغر افراد طاقم العمل بالمكان .. واقربهم لقلبه .. لا يعرف لماذا بالتحديد ... ربما لصغر سنه ... ربما لأدبه الشديد في معاملة جميع رواد المكان .. ربما تعاطفا معه .. فهو تخلي عن حلم التحاقه بكلية العلوم .. والتحق بكلية الآداب ليستطيع ان يوفق بين العمل والدراسة .. وربما لان وجه مراد يذكره بوجه اخر يحيا في ثنايا ذاكرته لمراهق يقف علي اعتاب الرجولة ... برئ .. لا يعرف عن امور الدنيا الكثير .. اضطرته الظروف الي ... تعالي صوت هاتفه المحمول معلنا وصول رسالة لينتزعه من افكاره وذكرياته .. التقطه .. وقرأ الرسالة .. , التفت نحو الفتاتين الجالستين بمفردهما وهو يبتسم .. وكان يضغط رقم علي جهازه " المحمول " ... تعالي صوت هاتف احدي الفتاتين ... , اغلق الخط ... داعب شعره الناعم بيده اليسري ... , هو لم يندهش من وصول هذة الرسالة عبر " البلوتووث " .. بل يمكن القول انه كان ينتظرها .. لذلك ابقي هاتفه مفتوحا .. بل يمكن القول انه لو لم يتلق تلك الرسالة لكان ذلك اثار شيئا من الحنق بداخله ... , الفتاة .. بل كلتاهما لا تهمانه في شئ .. ولكن المغزي من الرسالة هو الذي يهمه .. هو ما يجعله يزداد يقينا في نظريته التي لا يفتأ ان يؤكدها لكل من يحاوره ..كلما سنحت الفرصة ... هو متأكد تماما .. ولكن احداثا كتلك الرسالة .. تجعله يزداد ثباتا من ان نظريته صالحة في جميع الاوقات .. ومع جميع الطبقات ... , " البلوتوث " او " الناب الازرق " .. وضع يده امام فمه .. وافتعل سعلا خفيفا ليداري ضحكة كادت ان تفلت منه .. تخيل ان يقول لاحدهم " لقد وصلتني رسالة عبر الناب الازرق اثناء جلوسي في متجر القهوة " .. هل هذة هي اللغة العربية التي يصدعون راسا صباحا ومساءا عن جمالها واصالتها ؟؟ ... " الكوفي شوب " .. " متجر القهوة " ... نحن مجتمع كاذب والجميع يعلم كذب ما نعيشه ومع ذلك نتمسك به ... ولا نريد ان نفيق من كذبنا ... تجد من يحدثك عن الجوهر .. وعن قيمة الانسان .. وعن عدم اهمية المظاهر ... كذب .. كذب .. هل كانت الفتاة لترسل له رسالة عبر " الناب الازرق " لو عرفت جوهره ؟ ... " نور رضا محمد بدر " .. الطالب في السنة قبل الاخيرة من كلية الصيدلة ... وابن منطقة " ......... " الشعبية ... التي لو دخلتها تلك الفتاة بسيارتها .. لتوقفت بعد عشرة امتار ... حيث ان السيارة لن تتمكن من السير في الشوارع التي تحتاج لبهلوان ليتمكن من السير فيها ... ولكنها ارسالت تلك الرسالة " عبر الناب الازرق " لانها ظنت انه شاب " روش " .. وهي تري كيف ان طاقم المكان يعاملونه باحترام بالغ .. و من المؤكد انها ظنت ان " الحاسوب النقال " الذي يحمله ..ملكه .. وهي لاتعرف ان اغلي ما يملكه يقع تحت شعره الناعم .. الذي لا يكف عن مداعبته بيساره كلما فكر في موضوع ما .. كما يتحسس احدهم محفظته المكتظة بالاموال طوال مشواره عند ذهابه ليشتري ما يريد .
نظر للساعة علي شاشة " المحمول " .. لنأمل ان يأتي " طارق " في موعده .. ولا يضعه في فصل " بايخ " من فصوله التي تعود ان يكررها باستمرار ... ولكن " طارق " هو المتلهف علي اخذ " اللاب توب " من نور .. بعد ان ظل ليلة امس يتوسل له ان ينتهي من العمل عليه .. ليتمكن ان يأخذه معه في رحلة " شرم الشيخ " التي سيسافر اليها الليلة ... و " نور " ايضا متلهفا اكثر منه ان يسلمه " اللاب توب " ليأخذ منه اجره لقاء اصلاح " نظام التشغيل " .. الذي اتلفه " طارق " جراء عدم التزامه احتياطات الامان اثناء ابحاره علي الانترنت , كما انه قام بتنزيل بعض الاشياء لطارق سيحتاجها في اثناء رحلته .... , وما كان تمنعه علي طارق امس .. سوي لانه يعرف ان لم يفعل ذلك لن ينال المبلغ الذي سيطلبه ... داعب المحمول بيده ... " المحمول " حكايته ..حكاية مع " لغتنا الجميلة " كما يسميها برنامج اذاعي لا يستمع اليه احد ... اول ما ظهر علي الساحة .. لم يعرف اولئك القائمون علي تزييف الحقائق والاسامي .. ماذا يطلقون عليه ... فاطلقوا عليه اولا .. " الهاتف الخلوي " ... وهو لا يعرف هل " الخلوي " هذة جاءت من " الخلاء " .. ام من " الخلية " ؟؟ .. ولكنهم ما لبثوا ان ادركوا سخف تسميتهم .. فاستبدلوها باسم اخر وهو " الهاتف النقال " .. الا انهم خافوا ان يفتي احدهم بتحريم استخدام الجهاز الجديد نظرا لان اسمه " النقال " .. والنقل تعني ... الوشاية ... والغيبة ... لذلك اتفقوا اخيرا علي تسميته " الهاتف الجوال " ... اما نحن فكالمعتاد .. تركناهم يزيفون .. ويعبثون ... في اجتمعاتهم المغلقة ..الفخمة .. واطلقنا عليه عليه تسمية خاصة بنا " موبايل " ... او " محمول " .. الغريب ان الشركات في حملاتها التسويقية .. دائما ما تنحاز لتسميتنا الخفيفة .. واهملت التسمية الرسمية .. التي يقتصر استخدامها في الاجتماعات الفخمة للمزورين و المزيفين .
نظر للساعة .. " لاء كده طارق اتأخر ... يارب ياجي .. احسن انا محتاج الفلوس خالص .. دا حتي اللي معايا .. ميكفيش اني احاسب علي الحاجات اللي طلبتها ... "
مبذر .. صح ؟ .. انت بتدخلك فلوس كتير ... لكن دائما .. او غالبا مفلس !!! .. دا انت مرات دخلك في الشهر يقارب مرتب موظف .. وكبير كمان .. مش موظف عادي ... موظف عادي ..متهيألي لو الكلمة دي حبوا يختاروا احسن واحد تنطبق عليه ..مش هيلاقوا احسن من والدي يطلقوها عليه .. المشكلة انه مرتاح من كونه انسان عادي ... لاء ومبسوط كمان !!.
داعب " الجوال " بيده .. لكن الايعتبر هو نفسه من المزيفين ؟ .. انه يحيا بعدة وجوه .. فما الفارق الذي بينه وبين المزيفين الكبار ؟؟ ... مرات يحس ان التوصيف الادق لحالته ليس " بمزيف " .. ولكن " زائف " .. هو لا ينسي يوم ان جائه " هادي " زميله في اسرة " طريق الحق " التي يشغل فيها منصب " الامين العام المساعد " وفاجأه بقوله .. " نور .. انت الشغل اللي بتشتغله حرام " ... احس " نور " بضربات قلبه تتسارع .. وهو يخشي ان يكون " هادي " قد عرف عن "الاشياء " التي يقوم بتنزيلها للمقربين من اصدقائه مع " نظام التشغيل " علي الكوميوتر .. " اي شغل ؟ " .. " شغل الكومبيوتر .. " احسن نور بقلبه يتهاوي بين قدميه .. فعلا لا قولا .. وهو يحس ان مستقبله في الاسرة .. ومن ورائها التيار الداعم .. في مهب الريح .. فتسال بصوت مرتعش .. حاول ان يخفي ارتعاشه .. " لماذا ؟ ".
- " نظام الويندوز اللي بتنزله للطلبة ..ده نسخة مش اصلية .. وانت عارف انه نسخة مسروقة .. وانت بتفك كلمة السر .. وبتنزله .. وبتاخد فلوس مقابل كده ... يبقي شغلك حرام "
لم يتمالك " نور" نفسه من الضحك بل والقهقهة .. وهو يسمع كلام " هادي " .. وهو يحس ان عبئا كبيرا انزاح عن صدره ... " .. ايوة .. " ثم محاولا ان يلتقط انفاسه .. " .. ايوة وده حرام بالنسبة لمين ؟ .. يعني مين اللي بيحصله ضرر من السرقة دي ؟ "
- " صاحب الشركة .. مالكة نظام التشغيل "
- " بيل جيتس !!! .. انت عاوز تقنعني .. اني لما بأنزل الويندوز .. بأضر بل جيتس ..واني باعتبر بأسرقه !!! .. انت عارف انه بيل جيتس اغني واحد في العالم ... وانا " نور " ابن منطقة " ........ " التي تعتبر واحدة من افقر المناطق في القاهرة .. باعتدي علي حقوق بيل جيتس !! ؟؟ ..انت عارف يا هادي انت اضحكتني النهاردة بطريقة محصلتش نعايا من وقت طويل "
- " بيل جيتس .. اغني واحد في العالم .. افقر واحد في العالم .. مش ده المهم .. انا باتكلم عن الحكم الشرعي .. الحلال والحرام .. لا يتغيرون .. ولو مش مقتنع .. ابقي اعرض الموضوع علي الدكتور " رأفت " في اقرب لقاء "
ورغم ان رأي الدكتور " رأفت " جاء متوافقا مع رأي " هادي " في ان الذي يفعله غير شرعي .. إلا انه لم يكترث كثيرا .. , صحيح انه لم يستطع ان يعلن رأيه جهارا في اللقاء .. فالمبدأ الاساسي الذي يسيرون عليه .. انه مادامت قد صدرت الفتوي الشرعية .. فالسمع والطاعة .. واجبة .. مع عدم المجادلة في ذلك .
إلا ان عدم مجاهرته برفض الفتوي لا تعني انه مقتنع بعدم صحة ما يفعله .. هل يعرف " الاخوة " أن .. بيل جيتس .. ذلك الذي يفتون بتحريم الافتئات علي حقوق الملكية الفكرية الخاصة به .. هل يعرفون انه قد صدرت ضده ثلاث احكام قضائية في امريكا .. لانه خالف قوانين الاحتكار .., هم يريدون منا ان نحترم معه قوانين الاسلام .. وهو لم يحترم قوانين اكثر البلاد تحررا في مجال التجارة .. ومعقل الرأسمالية .. صحيح الا تبا للابراج العاجية التي تغلف رؤية قاطنيها بغلالة وردية تحجب عنهم رؤية الحقيقة المجردة .. بترابها وتلوثها وعضة الحاجة للقابعين فيها .
ولكن رغم ذلك لم تتأثر مكانة دكتور " رأفت " عنده كثيرا ... , فكثيرا ما كانت تجمعه جلسات خاصة معه .. وكان " نور " يعرض عليه ارائه المختلفة.. فاحينا كان يوافقه .. وكثيرا ما يعارضه .. , ولكن دائما ما كان يشخص بعيدا بنظره وهو يربت علي كتفه .. ويقول له " انت لك روح قلقة متمردة .. غدا تكبر .. وتستقر .. وان واثق انه سيكون لك دور كبير في حركة التجديد الديني - باذن الله – مع اخوانك الاخرين " .. هو ايضا يحب الدكتور " رأفت " بدرجة كبيرة ..ويعتبره بمثابة الاب الروحي له.
حاول ان يتصل " بطارق " .. الا انه راح يستمع لصوت الرنين بدون ان يجيب " طارق " .... لابد ان الباشا نايم ... عشان يستعد للرحلة ..حيث سيتحركون مساءا ليصلوا مع بشائر الفجر ..... " شرم الشيخ " .. او " مدينة السلام " ..كما يسميها .. الاعلان التلفزيوني الذي يسوق للسياحة بها .... هوه لا يعرف كيف تكون .. " مدينة للسلام " وهي التي كانت محورا لحربين متتاليتين ... كم يتمني ان يراها ... وان يصطحب والده اليها ... والده الذي مازال مصرا علي تعليق صورته في الصالون .. وهو بملابس الجندية ... اثناء زيارة الرئيس " السادات " لهم في الكتيبة ..في اعقاب انتصار اكتوبر ... والذي مازال يصر علي تسمية الاسرائليين " بالصهاينة .. ولاد الكلب " وهو يحكي كيف كانوا ينسحبون امامهم مزعورين وخائفين ... " انتوا عارفين ... لولا اللي عملته امريكا معاهم كنا وصلنا لتل ابيب .... دا انا باديا دول ضارب دبابة وكان العلم الامريكي مرسوم عليها "
مسكين بابا ... بيكره اسرائيل .. وبيكره امريكا اكتر منها ... وهوه مش عاوز يقتنع انهم اصبحوا ... " حليف استرتيجي " لنا منذ امد طويل ... بابا مش عاوز يقتنع ... زيه زي الطلبة الغلابة اللي كل شوية يطلعوا يعملوا مظاهرة ويهتفوا بكل قوة في احبالهم الصوتية .. " الموت لأسرائيل ... الموت لامريكا ... الموت لمجرمي الحرب " ويحرقوا العلمين الاسرائيلي .. والامريكي ... , ولا زي المصلين الطيبين .. اللي كل جمعة .. صوتهم يبح وهم يدعون علي اسرائيل .. ومن يدعمونها " بالموت والخراب " ... وهم لا يعلمون انه لو دمر الله من يدعمون اسرائيل ... لمتنا نحن من الجوع ... حيث لن نجد من يزودنا بالقمح ... ولا " بالهواتف الخلوية " , ولا باجهزة " تبريد الهواء " ولا " نظام نوافذ " .. لتشغيل " الحواسيب " ولا حتي ستكون هناك قنوات فضائية نستخدمها في تبادل السباب والشتائم والاتهامات بالعمالة والخيانة , ... نحمد الله كثيرا علي عدم استجابة دعائنا .. الذي لا نعرف عواقبه ... الحمد لله .