الاثنين، 22 يونيو 2009

عندما.. تتحول.. الريادة الاعلامية.. الي.. سقطات اخلاقية !!

عدت لمنزلي... بعد ان شاهدت مبارة منتخبنا المصري مع المنتخب الامريكي ...وطبعا كنت حزينا لهزيمة المنتخب ... مع اني كنت اتوقع الانهيار ...حيث انني كنت اشرح لزملائي هنا ...ان مستوانا في البطولات ...العالمية دائما ما يبدأ مرتفعا ثم يأخذ في الانخفاض نظرا لعوامل شتي ...ليس هذا مجال ذكرها .... فالتدوينة ليست لشرح المستوي الفني للمنتخب ولكن لتداعيات الهزيمة .
دخلت وفتحت جهاز " التلفزيون " وانا استعد لسماع التحليل الفني للمباراة ...ولكن وجدت قنبلة تنفجر في وجهي ... وهي موضوع التقارير التي سربتها بعض المصادر في شرطة " جوهانسبرج " حول اصطحاب بعض اللاعبين " لفتيات " لغرفهم عقب الفوز علي ايطاليا وهو ما تسبب في سرقتهم من قبل هؤلاء الفتيات ... وعرفت من خلال المتابعة ... ان برنامج " القاهرة اليوم " هو من اذاع الخبر الذي اوردته بعض الصحف في جنوب افريقيا .
طبعا الخبر عاري تماما من الصحة ... وانا لا ادعي علم الغيب ...ولكن نظرا لان المباراة كانت يوم الخميس الماضي ... ونظرا لحالة السعادة والنشوة التي انتابتني عقب الفوز علي ايطاليا ... فقد سهرت امام التلفزيون لمتابعة برنلمج " القارات كمان وكمان " وكان البرنامج يقدم تغطية متميزة لفوز المنتخب من " جنوب افريقيا " وكان ينقل بعض المشاهد الحية عن عودة المنتخب في " الاتوبيس " الي الفندق .. وبعدها مشاهد من عشاء اللاعبين في الفندق .. وبعدها توجه اللاعبين لغرفهم .... فهل يستطيع احد ان يفسر لي كيف تمكن احد اللاعبين من ادخال اي " فتاة " من وسط كل هذة " الجوقة " الاعلامية الكبيرة جدا والتي تبث لحظة بلحظة ما يحدث في فندق المنتخب .
اذن لا اختلاف ان الخبر مختلق 100 % ... وايضا لا اختلاف ان جنوب افريقيا ... رغم جمال مناظرها الطبيعية ... واعتدال مناخها ... الا انها تعاني من مشكلة كبيرة جدا ..علي المستوي الامني .... وانا ومنذ زمن عندما اختار الفيفا " جنوب افريقيا " ... قلت للجميع ..." خليهم يشربوها " ... فجنوب افريقا نسبة انتشار الايدز لديها تفوق نسبة 20% ... والجريمة متفشية للغاية هناك ..... والفيفا عاندت ... الجميع باسناد المونديال لجنوب افريقيا وتخطيها للمغرب ... ولا اقول مصر ... فانا اعرف اننا لم نكن نستحق ان ننال تنظيم حدث كهذا الحدث.
طيب ما دام الجميع يعرف المستوي الامني في " جنوب افريقيا " ... والجميع ... يعلم ان المنتخب فوق مستوي الشبهات ... ليس لان افراده معصومون ... ولكن لان جميع اللاعبون ...متاكدون ... انهم تحت " ميكروسكوبات " الاعلام ... فهل يستطيع احد ان يفسر لي لماذا انزلق اعلامي بحجم " عمرو اديب " لمثل هذا المنزلق ... " السخيف " جدا ؟ .... ارجع مرة اخري واؤكد ان اعلامنا ينساق وراء الاثارة .... بغض النظر عن اخلاقيات المهنة .
يا اصدقائي .... الاعلام رسالة وليس فرقعة ..... ومافعله " عمرو اديب " سقطة شديدة " الفجاجة " ... ياليته " مسح بالمنتخب " البلاط علي المستوي الفني ... ولكن ان ينساق الي القيل والقال ... فهذا ... لا يليق باعلامي كبير ...وبرنامج محترم ... وقناة تصر انها تذيع برنامجها " للصفوة " .
اننا لا نجيد صناعة الاساطير الخاصة بنا ..... انجلترا ... وعندما وجدت نفسها لا تحقق شيئا علي مستوي الكرة الجماعية ... فاجئتنا جميعا ... " باسطورة " مصنوعة اعلاميا ... واقصد نجمهم المصنوع " بيكهام " .... وكذلك فعل الطليان بعدد من الاساطير بدءا من " ديل بييرو " الذي لم اره علي الاطلاق يفعل شيئا " خارقا " علي مستوي البطولات القارية ... و احاطت به شائعات كثيرة بتناوله للمنشطات ... ولكنهم اصروا علي ان يسوقوه " كاسطورة " للعالم اجمع ... وكذلك " الملك توتي " ... الذي ما ان اشاهد مباراة " لايطاليا " او " روما " الا واجد انه مصاب ... ولكنهم يصرون علي تلقيبه " بالملك " .... وهلم جرا في جميع البلدان التي تعرف ان تصنع " اساطيرها " الخاصة بها .
نحن عندنا نجم " خارق " واسطورة حقيقية ... ولا نعرف كيف " نقدمه " للعالم .... بل ان بعضنا يتفنن في كيل الاتهامات له بانه " لاعب محلي " ... ولا اعرف هل هذا عن غباء ؟ ام جهل ؟ ام نفسيات مريضة ؟ ... طبعا عرفتم جميعا اني اتحدث عن " القديس " .. " زيدان العرب " ... " الساحر " ... " الخلوق " .... معشوق الجماهير ... " محمد ابو تريكة " .... هذا اللاعب ... اسطورة حقيقية ... اعرف بعض الاصدقاء المهوسون بتشجيع " الزمالك " ... ولكنهم ايضا متيمون بعشق " ابوتريكة ".... لماذا لم نستغل هذا اللاعب ونسوقه " كنجم " باهر التألق في السماء العالمية .... اعرف انه شخصيته المتواضعة والخجولة ... تحول بينه وبين الانتشار الاعلامي ... ولكن يا اصدقاء النجم " صناعة " ... تعالوا وتفرجوا هنا في الخليج ...كيف يصنعون من انصاف النجوم اساطيرا كروية يلتف حولها الشباب والمشجعون .
معاول الهدم ... هي اكثر البضاعة رواجا في مصرنا الحبيبة ... والاعلامي ... الذي ظهر ليذيع مثل هكذا خبر ... لم يدر في تفكيره ولو لمجرد لحظة عابرة ... ما تأثير مثل هذا الخبر علي شباب يعاني اصلا من عدم وجود القدوة الحسنة ... فنأتي نحن ... ونقوم بإهالة التراب ... علي تجربة ... فريق يستطيع ان يعطي بصيصا ولو ضئيلا من الامل لهذا الشباب عبر قيم مثل العمل والتفاني في حب الوطن .. والالتزام الديني والاخلاقي .... ولكن من قال ان احدا ...مشغول تفكيره بهذا الشباب ... اهم شئ ان تعمل " فرقعة اعلامية " ... وشو اعلامي .
يا اخوانا نحن لسنا في امريكا .... التي يستمع الشعب لفضائح رئيسه .. وهو يتناول عشاؤه ... فلا يهمه ذلك في شئ .... نحن مجتمع قوامه الاخلاق ... وعماده التدين ... وانتم لم توفروا مهنة ... الا واظهرتم جانبها القبيح ... الطبيب الذي يمارس الفحشاء مع مريضاته ... المدرس المتهم بالتحرش الجنسي مع الطالبات ... المنتخب الكروي ... قذفتموه استنادا علي بعض الروايات الغير مؤكده .... وتنتظرون اصلاحا ... فعلا " اذا خبطت قلة علي راسك وسمعت رنينا ... فان ذلك لا يعني دائما ان القلة هي الفارغة "
تصبحوا علي خير ... والي ضربات اعلامية " ساحقة " اخري ... والسلام عليكم .

ليست هناك تعليقات: