الجمعة، 31 يوليو 2009
لـــم أكــــــــن مــــعــهـــــم ... و لــكــنــي ..تــمــنــيـــت أن اشــــاركـــهـــم
الأربعاء، 29 يوليو 2009
عـــــــــن ..الــتـــســـــامــــــــح ..احـــــدثـــــكــم
اما اشد الناس تمالكا لاعصابهم ... واشدهم خشية من عواقب افعالهم - في زماننا هذا - ..فيسرسلون لهذا الشخص مع بعض اهل الخير ...مطالبينه بالابتعاد عنهم ... وترك المكان الذي يقطن فيه ... وانهم لا يريدون ان يروه مرة اخري ... لا بخير ولا بشرً ... فهو لا يطيقون رؤيته مرة اخري بعد ما خاض مع الخائضين في سمعتهم واعراضهم ... مرددين انهم يوكلون الله في الاقتصاص لهم من هذا الشخص.
الاثنين، 27 يوليو 2009
مــــشـــــــاركــــــة .... إجـــبـــاريــــة ... !!!
الأحد، 26 يوليو 2009
دعـــــــــوة... للـــســــــــــعادة .. والبــــــهجــــــــــة ... الـــنــــكــديـــــــون ..يـــمــتــنــعــــــــــــــــون ..!!!
الجمعة، 24 يوليو 2009
ثــــــورة يـــــــوليـــــــو ليــــــــست انقلابــــــــا ... والحكومـــــة عنــــــدما يصيبــــــــــها " لطــــــــــف"
الاثنين، 20 يوليو 2009
تحـــــــــــديــــــــــــث : تـــــــدويــــــــــــــنة ... عاــــــي ..... الســــــــر يــــــــــع
تحديث : شكرا جزيلا لجميع الاصدقاء الذين اهتموا بامري ... سواءا من ترك تعليق ... او من اكتفي بالدعاء ... انا وصلت توا ( الساعة 12:30 من صباح يوم الاربعاء ) بعد رحلة استغرقت تقريبا 34 ساعة منها اكثر من 20 ساعة في المواصلات , ... لم اوفق في المقابلة - والحمد لله علي كل حال - ... وسانتظر الي نهاية الاسبوع القادم " نهاية شهر يوليو " حتي اسمع العرض الجديد المقدم من المكتب الذي اعمل به , علي كل الاحوال ... سوف اخبركم بالتطورات عندما تأتي ... ولكني فقط اردت ان اطمئنكم ... واشكر اصدقائي الاعزاء الذين حاولوا ان يشدوا من اذري بدعواتهم وتعليقاتهم الرائعة - جزاهم الله عني كل خير - وسارد علي التعليقات غدا باذن الله بعد ان انال قسطا من الراحة ... حيث من المفترض ان ادوام في الصباح .... شكرا مرة اخري للجميع وتصبحوا علي خير ... والسلام عليكم
- سأسافر غدا لمسافة تقترب من 600 كم متر ... لعمل مقابلة " انترفيو " ... نظرا لاني مقبل علي مرحلة اخري في العمل الذي امارسه .... وما سينتج عن تلك المقابلة ... سيحدد هل ستجدوني قريبا لديكم في مصري العزيزة ... ام سيستمر قطار الاغتراب حاليا لفترة مقبلة ..... طبعا لا احد يتمني الفشل او يسعي اليه .... ولكن المشكلة ... ان الامور اصبحت مختلطة وملتبسة بشدة في مجال العمل .... المكان الذي اعمل به ... تأثر للغاية من تبعات الازمة المالية ... وانهيارات اسواق الاسهم .... ولكنه في نفس الوقت يحاول الا يفرط في " اصطف " العاملين به ... او لنقل المتبقي منهم ... وذلك لانه يعلم انه لو تخلي عنهم سيحتاج لسنوات وسنوات ليحضر " اصطفا " مماثلا .... المهم .... ادعوا لي جميعا بالتوفيق ... وان ييسر الله لي الخير حيث كان ... ثم يرضيني به .
- هل شاهدتم الاحتفالات العالمية ... بعيد ميلاد الزعيم الافريقي " نيلسون مانديلا " ... إن ما نديلا ... الذي خرج من السجن ليتولي رئاسة جنوب افريقيا ... لمدة ( 5 ) خمس سنوات فقط ....العالم كله يحتفل به .... وهو لم يدعي انه ... " ملك ملوك افريقيا " او " عميد الحكام العرب " .... خسارة ... حتي افريقيا بقي فيها ... خيار وفاقوس .... صحيح ... هما عرضوا فيلم " الناصر صلاح الدين " هناك في جنوب افريقيا بهذة المناسبة ... ام لا ؟ ... اللي يعرف يجاوبني .
- " مواطنون ضد الغلاء " .... 10/10 " ضربة معلم " بما فعلتموه في منشية ناصر ..... اجمل شئ ان تكتشف انه ما يزال هناك من يملك القدرة علي الفعل ... ومساعدة الناس الغلابة ... في " بلاد كبلادي " .... .... كم ارجو ان يتحول بعضا من جهدنا في المدونات ... لعمل علي الارض يحس به الناس .... ايا كانت بساطة هذا العمل ... فيكفي ان تساهم بشئ ولو يسير في تخفيف العبء عن اناس طيبون بسطاء غاية حلمهم ان ينعموا بفرصة للعيش بطريقة تحفظ لهم ادميتهم.
- اعتذر عن فقر التدوينة ... فانا كتبتها وانا مرهق للغاية ... وارتب حالي بسرعة شديدة ... للسفر و المقابلة التي ابلغت بها اليوم ... ويجب ان اكون متواجدا في المكان الذي ابلغتكم عنه صباح الثلاثاء - إن شاء الله - ... ولكني اردت ان ابلغكم بالتطورات الجديدة ... ولا اعرف لماذا ؟ ... ولكن يبدو ان المدونة ومجتمع المدونون اصبحوا بمثابة العائلة لي هنا في الغربة ... التي اود ان اشاركهم في احداث حياتي ... السلام عليكم
الخميس، 16 يوليو 2009
الحيـــــــاة السيــــاسيــــة في مصـــــر .... ( 1 ) المشهــــــد الــــراهــــن ( 2 من 3 )
ارجو الا تتعجب من دمجي لتيارين يجب ان يكون كل منهما رقما صعبا ومختلفا في التشكيل السياسي الحزبي لاي بلد تمارس حياة ديموقراطية سليمة , ولكن للاسف هذا هو الحادث في الحالة المصرية الحزبية , فنحن نواجهة ندرة في الاحزاب ذات توجه الوسط او الاحزاب ذات توجه يسار الوسط ... ولعل السبب في ذلك ان المسيطر علي الساحة في هذين التيارين – معا – هو حزب ذو تجربة كاسحة في السيطرة علي مقاليد الامور سواء من ناحية هيمنته المطلقة والتامة علي السلطة ... او انفراده في اتخاذ القرارات المصيرية ... مما ادي الي ان معظم تيارات المعارضة تتجه نحو مخالفته في توجهه السياسي اما بالنزوع ناحية اليمين او اليسار لتتمايز عنه ... وفي نفس الوقت تبرئ ساحتها – امام الشعب – من انتمائها لنفس التيار السياسي للحزب الحاكم .
هذان التياران – الوسط ويسار الوسط – ظل يشغلهما علي نحو ما يربو عن الثلاثين عاما حزب واحد بكيان بيروقراطي ضخم .... بل ان من الطريف في امور هذا الحزب انه كان في بعض ايامه يساري التوجه ... وهو بهذا يمثل يشكل حالة جديرة بالدراسة في توجه الاحزاب وكيفية تغييرها لجلدها حسب الاوامر – الفوقية – لقادة الحزب ... ولا يملك صغار الاعضاء – بل وكبار الاعضاء ايضا - سوي الموافقة والتهليل علي أي توجه للحزب مادامت القيادة هي التي اختارته
طبعا نتحدث هنا عن الحزب الوطني الديموقراطي ... او الحزب الحاكم ... او الحزب فقط ...كما يطلق عليه العامة في مصر ... في دلالة كبيرة تختزل التجربة الحزبية المصرية في الاعوام الثلاثين الماضية في لاعب واحد رئيسي يكون هو اسم العلم في التجربة .... وباقي ما بقي لاعبون " كومبارس " لا يسمح لهم بتجاوز ادوارهم المرسومة بعناية
الحزب الوطني الديمقراطي
لا اعتقد ان احد داخل الحزب يؤمن بان " الحزب الوطني الديمقراطي " حزبا بالمعني المعروف والمتداول للكلمة ... ولا حتي المنظرين السياسيين للحزب امثال " د/ علي الدين هلال " او " د/ حسام بدراوي " ... بل ولا امانة التنظيم نفسها برئاسة " م/ احمد عز " تؤمن بان هذا حزب سياسي ترسم توجهاته السياسية القاعدة الشعبية للحزب ... ومن ثم توافق عليها وتتبعها قيادة الحزب , فالحزب هو الوريث الشرعي للتنظيمات السياسة الواحدة بدءا من " هيئة التحرير " مرورا بـ " الاتحاد القومي " انتهاءا بـ " الاتحاد الاشتراكي " ... ومن بعدها حزب " مصر الفتاة " الذي تصدر الصورة مؤقتا ... , ثم ظهر علي الساحة الحزب الوطني ... ليستمر مهيمنا – وبقوة – علي الساحة ... بدون ان يعطي أي ادوار لبقية اللاعبين في نفس المجال.عدد أعضاء الحزب 1.900.000 " مليونا وتسعمائة ألف " عضو – حسب هيئة الاستعلامات المصرية - ... وهو رقم من الضآلة بمكان ليعبر عن حجم الهيمنة التي يمارسها الحزب علي الحياة السياسية والاقتصادية بالدولة , واذا ما أخذنا في الاعتبار عدد الذين ينضمون للحزب بغرض الانخراط في الرحلات الخاصة بشباب الحزب – شباب الجامعات يعرفون معني الجملة الاخيرة – او بغرض الحصول علي بعض الخدمات الخاصة بالحزب , او علي الاقل للوقاية من تقلبات الايام – الامنية علي وجه الخصوص- لوجدت نفسك امام رقم ضئيل للغاية من اعضاء الحزب ... لا تجعله يفرق كثيرا عن بقية خصومه في الساحة السياسية.
- مرحلة يمين الوسط :- من عام 78 الي عام 81 وهي الفترة التي صاحبت ظهور الحزب في اواخر فترة الرئيس / محمد انور السادات – رحمه الله – ووقتها كان الحزب ذو توجه انفتاحي سواء في السياسة او الاقتصاد ... ففي هذا الوقت استمرت السياسة الخارجية المصرية في تغيير جلدها وتحالفاتها ... بالانسلاخ من العلاقة مع دول الكتلة الشرقية وعلي رأسها الاتحاد السوفيتي .... والاتجاه نحو اقامة علاقات كاملة ومتينة مع المعسكر الغربي وعلي رأسه الولايات المتحدة ... و السياسة الخارجية شهدت في هذا الوقت توترا علي مستوي علاقات مصر مع الدول العربية انتهت بالقطيعة الكاملة عقب توقيع معاهدة السلام المصرية - الاسرائيلية... وظهرت دعوات – غريبة – عن ان مصر فرعونية بالاساس وليست عروبية التوجه
الاقتصاد :- كانت سياسة الانفتاح الاقتصادي هي المسيطرة علي الحزب في ذلك الوقت ... وبدأت مصر تتذوق معني السلع الكمالية والمستوردة بالكامل من الخارج , كما بدأ مصطلح شقق التمليك يغزو السوق العقارية ... وشهدت الحياة الاقتصادية ارتفاعا في معدلات التضخم بصورة كبيرة ... ساهم في تفاقمها ارتفاع قيمة تحويلات المغتربين بسبب الطفرة في اسعار البترول بالدول العربية , ولم يكن احد يعرف اتجاه سير الامور سواء اقتصاديا او سياسيا بل ولا حتي امنيا ... فالمجتمع الذي عاش فترة طويلة علي ثوابت معينة وضوابط تحدد العدو من الصديق و الصواب من الخطأ فوجئ بسيولة غريبة تضرب معظم – إن لم يكن كل – تلك الثوابت , ولعل مقولة الكاتب اليساري الكبير احمد بهاء الدين – رحمه الله – " سياسة السداح مداح " كانت خير تعبير عن تلك الفترة.
طبعا هذة المرحلة شهدت نهاية مأساوية للغاية باعتقالات سبتمبر 81 وحادث المنصة في اكتوبر من العام ذاته , لتعلن ان الشعب المصري غير قابل للعلاج باسلوب الصدمات الكهربائية الذي ظن البعض انه العلاج المناسب والناجع للتخلص من ارث الماضي القريب والقفز عليه .
*** - مرحلة اليسار :- من عام 81 الي عام 87 وهي فترة الرئاسة الاولي للرئيس / محمد حسني مبارك ... تلك الفترة التي شهدت تراجعا – محسوبا – عن السياسات الشبه فوضوية التي سادت نهاية حقبة السبعينيات ... سواء داخليا او خارجيا
ونبدا بالوضع الاقتصادي :-لعل العديد يتذكرون سياسات حظر الاستيراد للسلع الكمالية – بما فيها ياميش رمضان الشئ الذي كان يحزنني " كطفل " ايامها – وتحديد سعر الصرف للعملات الاجنبية ... وتجريم الاتجار في تلك العملات بل ومجرد حملها , وسياسة التوسع في المنافذ الحكومية لتوزيع المواد الغذائية فيما عرف بتجربة اكشاك " الامن الغذائي " ... و زيادة انواع السلع المصروفة علي البطاقات التموينية مع حظر تداول تلك السلع خارج اطار وزارة التموين مما ساهم في ازدهار " السوق السوداء " لتلك السلع ... , كما ان تلك الفترة شهدت نظاما للتسعيرة الجبرية لمعظم – إن لم يكن كل – السلع الموجودة بالاسواق ... وكانت هناك لجانا مكلفة بالتحقق من التزام اصحاب المحلات بذلك النظام ....., بل انه من الطريف كانت الجمعيات الاستهلاكية ... المعروفة وقتها " بالمجمعات الفئوية " كانت تصرف امتارا محددة من بعض انواع الاقمشة " محلية الصنع " علي البطاقات التموينية .
الوضع الداخلي :- طبعا الكثيرون ممن سيقرأون عن هذة الاجراءات سيظنون ان الحديث يدور عن احد دول الكتلة الشرقية ... ولكن هكذا كان الحال في مصر في بداية الثمانينيات ... , شهدت تلك الفترة مؤتمرا قوميا للاصلاح الاقتصادي ... شاركت فيه معظم التيارات السياسية " الشرعية " ... وشهدت تلك الفترة كذلك عدة مؤتمرات قومية اخري لمناقشة وطرح الحلول في عدة مجالات ... مثل " القضية السكانية " و " القضاء " .... مما اعطي ملمحا عن ان النظام الحاكم منفتح علي المشاركة مع بقية التيارات السياسية ... وخصوصا ان تلك الفترة شهدت انتخابات 84 التي فازت فيها المعارضة ممثلة في " تحالف الوفد/ الاخوان " بعدد " جيد " من المقاعد بلغ " 40 " مقعدا ولم تحاول الحكومة اجهاض هذا التحالف.
للاسف بدأ في هذة الفترة ظهور " وحش " الارهاب علي المستوي الداخلي .... صحيح انه لم يكن بالشراسة – التي تحول اليها في بداية التسعينات – ولكن كانت ارهاصات ظهورة بادية في الافق
السياسة الخارجية :- كما في الوضع الاقتصادي شهدت تلك الفترة ... تراجعا عن الاندفاع الشديد الذي ميز " الحقبة السابقة " ... خصوصا بعد اتمام الانسحاب الاسرائيلي من سيناء " 25 ابريل 82 " ... فشهدت تلك الفترة اعتدلا في علاقات مصر الخارجية .... كما شهدت اول سحب للسفير المصري من اسرائيل ... في اعقاب اجتياح بيروت 82 ... كما شهدت تدخلا مصريا مميزا للتخلص من ازمة حصار الجيش الاسرائيلي للمقاومة الفلسطينية في بيروت ... حيث خرج رئيس منظمة التحرير – انذاك – " ياسر عرفات " – رحمه الله – في صحبة 25 الفا من رجال المقاومة ... بكامل اسلحتهم علي متن سفن البحرية المصرية ... متوجهين الي تونس
شهدت تلك الفترة بعض التوترات – الغير معلنة – مع الولايات المتحدة في قضايا مثل " السفينة اكيلي لاورو " الايطالية ... واختطاف الطائرة التي تحمل الزعيم الفلسطيني" ابو اياد " ... وشهدت تلك الفترة تعاملا مصريا حازما في تلك القضايا مع الولايات المتحدة
شهدت تلك الفترة ايضا تحسنا في العلاقات المصرية العربية ... وشهدت عودة العلاقات مع بعض الدول العربية ... مما مهد لعودة مصر الي التجمع العربي في مؤتمر " الدار البيضاء " عام 89
خلاصة القول شهدت هذة المرحلة ...خطوات راسخة وثابتة نحو استرداد مصر لشخصيتها التي كادت ان تضيع تحت اطنان من " مساحيق " التجميل التي شابهت الوان " مهرجي السيرك " في فترة سابقة
*** - مرحلة يسار الوسط " مرحلة العواصف الكبري " :- وهي الفترة التي استمرت من 87 الي 95 ... وهي الفترة التي شهدت تولي د/ عاطف صدقي – رحمه الله – رئاسة مجلس الوزراء ( يعتبر احسن من تولي هذا المنصب في عصر الرئيس مبارك – من الناحية الاقتصادية- من وجه نظري )
شهدت تلك الفترة تحركا نحو الاصلاح الاقتصادي ... بعد استقرار الوضع الداخلي ... وكان د/ عاطف صدقي يتحرك ببطء علي المسار الاقتصادي ... حيث بدأ في ذلك الوقت لاول مرة الحديث عن عرض بعض الوحدات الاقتصادية الخاسرة من القطاع العام للبيع .... وكان هذا البطء من الحكومة " والحزب بالتبعية " ... ليس عن عدم كفاءة ... ولكن عن مراعاة شديدة للبعد الاجتماعي لتلك الاصلاحات .... وبدأت في تلك الفترة سياسة اصلاح هيكل الاجور ببداية العلاوات الاجتماعية في عام 87 ... وبدأت بعض السلع " المستوردة " تغزو السوق المصري علي " استحياء " بعد طول انقطاع ... كما شهدت تلك الفترة افتتاح بعض المشاريع – الحكومية – العملاقة مثل " توسعات مجمع نجع حمادي للالومنيوم " ... " مصنع السبائك الحديدية و الفوسفات باسوان " ... " مصانع السكر بجرجا " .
شهدت تلك الفترة – للاسف الشديد - تراجعا علي صعيد الممارسة السياسية الداخلية ...حيث تم العودة الي نظام الانتخاب الفردي في الانتخابات عام 90 .. مما دعا الاحزاب السياسية " جميعها " – ماعد حزب التجمع – الي مقاطعة الانتخابات البرلمانية ... وكانت هذة بداية سياسة " اخبطوا راسكم في الحيط " التي بدأ الحزب الحاكم في اتباعها مع خصومه السياسيين بالداخل
الاشد اسفا ان مصر بدأت تشهد عاصفة الارهاب في تلك الفترة وعانت مصر الامرين من هذة الظاهرة " المقيتة " و كان عموم الشعب هو الاشد تضررا من تلك الظاهرة ... حيث تعرض لارهاب " الجماعات المسلحة " كما تعرض " للتضييق " الامني الذي قامت به وزارة الداخلية لمطاردة تلك " الجماعات " ... ولكنه تحمل هذة الضغوط بصلابة رائعة وخيب مراهنات " جماعات العنف المسلح " ... الذين راهنوا علي عدم تحمله لتلك الضغوط وانقلابه علي شرعية الحكم
السياسة الخارجية :- كما كانت تلك الفترة فترة عصيبة بسبب تصاعد موجة " الارهاب " داخليا ... شهدت تلك الفترة " زلزالا " علي صعيد العلاقات العربية - العربية ... وهو " الغزو العراقي لدولة الكويت " ... الذي اطاح بكل مكتسبات العمل العربي المشترك ... واعاده للوراء بما لايقل عن 50 عاما ... حيث انقسم العرب الي معسكرين ... واحدا يدعو لازالة اثار العدوان باسرع طريقة ... – مهما كانت التبعات – وكان هذا المعسكر يضم " دول الخليج – مصر – سوريا " ... ومعسكر ايد العدوان – في غرابة شديدة – ومفارقة تدعو للتأمل في احوال العرب فكريا واجتماعيا
ساهمت مصر في " حرب تحرير الكويت " ... وازيح عن كاهلها مبلغ يربو عن 7 مليارات دولار ديون لدول غربية ... وكانت هذة بداية التقارب الكبير الذي حدث بين مصر والولايات المتحدة ... بعد علاقات فاترة سادت فترة الثمانينيات
نظرة عامة :- شهدت تلك الفترة قيادة ناجعة لسفينة الوطن ... وكانت هذة الفترة شهدت تعاونا بين مؤسسة الرئاسة " في السياسة الخارجية " ... ورئاسة الحكومة " في السياسة الاقتصادية " ... ولكن للاسف بدأت لهجة الجفاء في التصاعد بين الحزب الحاكم وبقية الاحزاب وخصوصا تلك الفترة التي اعقبت حرب الخليج وانتخابات عام 90 .
*** - مرحلة الوسط :- وهي فترة رئاسة السيد / كمال الجنزوري 96- 99 لمجلس الوزراء
استمرت في تلك الفترة سياسات الاصلاح الاقتصادي ... ولكن بوتيرة اسرع ... حيث احست الحكومة انه بعد نجاح المرحلة الاولي من الاصلاح الاقتصادي ... وسقوط الاتحاد السوفيتي ... بذهاب الحرج عنها ... فبدات في التوسع في سياسات بيع القطاع العام ... وإن كان الحديث يدور وقتها حول الشركات الخاسرة – فقط - ... شهدت تلك الفترة انطلاق مشرعين زراعيين عملاقين ... وهما مشروع " توشكي " بجنوب الوادي .... ومشروع " زراعة سيناء " بعد توصيل مياه نهر النيل – المخلوطة بمياه الصرف الزراعي – اسفل قناة السويس , مما اعطي املا براقا لتوسيع الرقعة الزراعية في مصر
استمرت حالة الاحتقان المتبادل بين الحزب الحاكم ... واحزاب المعارضة في انتخابات 95 ... كما شهدت تلك الفترة القانون رقم 100 لتنظيم العمل النقابي ...مما اسهم في دخول عدد كبير من النقابات المهنية في عصر الحراسة الحكومية ... وكان هذا القانون في خضم الحرب الشرسة التي تبناها الحزب الحاكم ضد " جماعة الاخوان " ... التي شهدت ايضا القبض علي عدد كبير من قيادات الصف الثاني ... واحالتهم للمحاكم العسكرية عام 95 , شهدت تلك الفترة اول تأجيج للصراع الدخلي في احزاب المعارضة - بمباركة الحكومة - داخل احزاب العمل – مصر الفتاة – الاحرار ليتم تجميد تلك الاحزاب علي خلفية تلك الصراعات
شهدت مصر في تلك الفترة رواجا في ظهور صحف المعارضة – ربما للتخفيف من وقع الاحتقان السياسي – مثل الاسبوع – الدستور في اصدارها الاول – صوت الامة .. وكانت تجربة جديدة علي الصحافة المصرية كشفت ترهل الاداء داخل المؤسسات الصحفية الحكومية " القومية "
شهدت تلك الفترة واحد من " ابشع " الحوادث الارهابية ... وهو حادث الاقصر عام 97 ... الذي كان بمثابة اخر الاحداث الارهابية – المؤثرة – داخل مصر ... حيث قامت بعده قيادات " الجماعة الاسلامية " بالداخل والخارج ... بمبادرة وقف العنف ... التي انتهت بالمراجعات الفكرية الشهيرة لقيادات الجماعة الاسلامية
*** - مرحلة يمين الوسط :- " وعودة سياسة السداح مداح مرة اخري " من عام 99 وحتي الان
وهي الفترة التي شهدت رئاسة د/عاطف عبيد لرئاسة الحكومة ( اسوأ رئيس للحكومة علي مدي 30 عاما ) من 99 الي 2004
ورئاسة د/ احمد نظيف للحكومة من 2004 وحتي الان
اتسمت هذة الفترة – ومازالت – بالتخبط الشديد في القرارات الاقتصادية ... مع نفض الحكومة ليدها تماما من مسألة البعد الاجتماعي للاصلاحات ... واصبح كل ما هو مملوك للدولة معروضا للبيع ... بما فيها مشروعات كان الحديث عن بيعها - في فترات سابقة – يعد جريمة خيانة عظمي ... وشهدت تلك الفترة ارتفاعا جنونيا للاسعار ... وبدأ المواطن المصري يسمع عن مؤثرات غريبة تزيد من معاناته المعيشية ... فمرة يعزون ارتفاع الاسعار الي تحرير سعر الصرف ... ومرة بانخفاض الدولار ... ومرة بسبب الازمة الغذائية العالمية ... ومرة اخري بسبب الازمة المالية العالمية .
شهدت هذة الفترة العديد من اعاصير التغير الاقتصادية والاجتماعية ... ساهمت في اضفاء قتامة شديد علي الحاضر و صورة المستقبل ... فأزدادت وتيرة الضغوط علي الطبقة الوسطي ... و اصبحت تلك الطبقة مهددة بالتأكل والاختفاء من صلب المجتمع تحت وطأة الضربات المتوالية ...و قفزت طبقة اخري – طبقة الاثرياء الجدد - علي اكتاف المجتمع لتفرض قيمها ونمطها الاستهلاكي علي صورة المجتمع ... وبدأنا نستمع عن اماكن مخصصة لتلك الطبقة للسكن والمعيشة ... والترفيه .... , وفي نفس الوقت ازدادت معدلات الفقر بصورة مبالغ فيها ... ليصبح اكثر من 40 % تحت خط الفقر – حسب التقديرات المعتدلة – وانتشرت اماكن السكن العشوائي ... الغير مجهزة باي مرافق خدمية ..... وبدأت التحذيرات التي كان يطلقها بعض المفكرين والادباء في التحقق ... بان صار هناك شعبان يعيشان علي ارض مصر لكل شعب طريقة خاصة للحياة و منظومة قيم واخلاق ... بل ولغة خاصة به.
الحياة السياسية :- يمكنك ان تقول ان تلك الفترة شهدت ظاهرتين متناقضين اولهما : هي المظاهر الديموقراطية " الديكورية " التي قام بها الحزب الوطني في تلك الفترة ... فبدءا من عدة مؤتمرات متوالية للحزب ... مرورا الي تغيير نظام اختيار رئيس الجمهورية .. الي الاقتراع المباشر " انتخابات " ... الي رزمة من الاصلاحات الدستورية ... الي تعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية ... تجعل البعيد عن الصورة يعتقد ان الامور تسير في اتجاه الاصلاح السياسي ... وزيادة جرعة الديموقراطية ... و التوجه نحو " مدنية " المجتمع .
ولكن عند النظر للظاهرة الاخري وهي الشراسة الواضحة في التعامل مع الخصوم السياسيين للحزب الوطني يجعلك تفهم ان مسألة الاصلاحات هي مجرد " ديكور " ليس الا ... حيث ان التنفيذ علي الارض لتلك السياسات ساهم في زيادة احكام قبضة الحزب علي سير الامور علي الساحة.
شهدت هذة الفترة حكما تاريخيا للمحكمة الدستورية العليا ... بضرورة الاشراف القضائي الكامل علي العملية الانتخابية ...لم تجد الاحكومة – ومن ورائها الحزب – بدا من الانصياع له ... مما اضفي املا في الاصلاح السياسي .... ولكن اجهض هذا الامل ... بشيئين اولهما : ان سيطرة القاضي ظلت محصورة فقط داخل لجنته ... لتعيث فرق البلطجية فسادا خارج اللجان .... ثانيهما : الاصلاحات الدستورية الاخيرة ... التي انهت الاشراف القضائي علي العملية الانتخابية ... وان لم يعرف شكل هذا الاشراف في الانتخابات القادمة وهل ستكون مماثلة للانتخابات الرئاسية ... حيث كان يوجد عدد من الصناديق تحت ملاحظة نفس القاضي ؟ ... وهل سينتصر الداعون – داخل الحزب - للابقاء علي اخر شكل " محايد " علي العملية الانتخابية ... ام سيطيح بهذ الامل الجناح الذي ضاق ذرعا بهذا الاشراف .
شهدت هذة الفترة تراجعا واضحا في اعداد المقترعون في الانتخابات المختلفة – ربما بسبب عدم حدوث عمليات تزوير بسبب الاشراف القضائي – حيث بلغ عدد المشاركون في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام 2005 عددا لا يزيد عن 8.5 مليون مشارك ... بنسبة توازي اقل من 25% من اعداد المقيدين بالجداول الانتخابية .... رغم الحملات المكثفة لدعوة الناخبين للتوجه للمشاركة في الاقتراع ... مما يعطي انطباعا بعدم اكتراث المصريون بالمشاركة في الحياة السياسية بصفة عامة .
الحزب الوطني يصر علي انه حزب الاغلبية الشرعي داخل الحياة السياسية المصرية ... ورغم ذلك ... دخلت " حكومة الحزب " في صدامات مع طيف واسع من اطياف الشعب المصري ... فتصادمت ... مع الاطباء ... العمال ... الموظفين .... المهندسين ... المعلمين .... المحامين ..... بل دخلت قطاعات اخري لزمرة الاحتجاجات ... لم يكن احد يتخيل – مجرد تخيل – ان تكون من ضمن المحتجين علي سياسات الحكومة ...مثل قطاعات القضاة ... والعاملون بمجلس الدولة ..... وخبراء وزارة العدل .
شهدت هذة الفترة .... حرية اعلامية كبري ... ما بين صحف معارضة ... وقنوات فضائية ... تتناول الاحوال المصرية الداخلية ... وسقطت خطوط حمراء كثيرة في هذا التناول .... ولكن بالرغم من ذلك ... ما زال الحزب " وحكومته " يسيرون في طريقهم ... بدون الالتفات لحجم الاعتراضات والانتقادات الموجهة لهم ... مما يضفي شكا حول جدوي تلك المعارضة وفائدتها المرجوة .
*** - نظرة عامة :- مثل رجوع الحزب الي مكانه نحو" يمين الوسط " رجوعا الي مرحلة انفلات الوضع التي سادت في نهاية السبعينيات .... صحيح ان الحزب لم يمتثل لبعض الدعوات - المؤثرة – داخله ... نحو نزوعه نحو مزيد من " اليمين الاقتصادي " ... بحيث يقوم بالغاء الدعم ... و خصخصة القطاع الطبي والتعليمي بالكامل ... لينفض يديه بالكامل من توجه " يسار الوسط " الذي يصنف فيه حاليا .... ولعل عدم الالتفات لتلك الدعوات يرجع فقط ... لرئيس الحزب الرئيس / حسني مبارك .... لانه يعلم اكثر من غيره طبائع هذا الشعب ... في حين يجهل " السياسيون الجدد " القابعين في ابراجهم العاجية عاقبة ما ينادون به .... ولكنهم رغم ذلك ما زالت لديهم الرغبة في تحقيق ما يطمحون اليه.
تشكلت جماعات معارضة " غير حزبية " ... ولا يمكن تصنيفها سياسيا في الاونة الاخيرة ... لتقوم بالتصدي لسياسات الحزب " الوطني " ... منها :- الحركة المصرية من اجل التغيير " كفاية " ... حركة " 9 مارس " لاساتذة الجامعات .... ادباء وفنانون من اجل التغيير .... حركة شباب 6 ابريل ..... وغيرها ... ولكن عدم وضوح خطط ايدلوجي " محدد " ... وتطاحن الرؤي داخل تلك الحركات ... وافتعال ازمات بداخلها ... لم يجعل لها – علي الارض – الاثر المنشود ... وان كانوا ساهموا في تحريك الماء الراكد للحياة السياسية
يتــــــــــــــــــــبـــــــــــع
الأربعاء، 15 يوليو 2009
تحـــــديـــــــــث :مع خـــــالـــص تمنيـــــــاتي بالنجــــــاح البـــــــــاهر
الخميس، 9 يوليو 2009
الحيـــــــاة السيــــاسيــــة في مصـــــر .... ( 1 ) المشهــــــد الــــراهــــن ( 1 من 3 )
و لتوضيح المشهد السياسي يلزم تناول اللاعبون الرئيسيون في المشهد ... واعتبر ان التقسيم الفرنسي للتيارات السياسية هو الذي يستطيع استيعاب وتوضيح اتجاهات الاحزاب السياسية في مصر وهو التقسيم الذي ينقسم الي : - ( يمين - يمين وسط - وسط - يسار وسط - يسار ) ويمكنك اذا شئت ان تضيف الي هذا التقسيم ... يمين متطرف .. ويسار متطرف ... وهو ما سنحاول تطبيقه علي الاحزاب في حالة مصر .
اليمــــــين المتطــــــرف
اليمــــــــــــين
- جماعة الاخوان المسلمون :- تعتبر الجماعة اكبر الجماعات المعارضة في المشهد السياسي الحالي بدليل حصولها علي ثاني عدد مقاعد – 88 مقعدا - في الانتخابات البرلمانية الاخيرة " عام 2005 "... والمفارقة ... ان الجماعة تعتبر " محظورة " حسب التصنيف القانوني والحكومي لها ... ولكنها رغم ذلك تحتفظ لنفسها بتقسيم شديد الانضباط والصرامة ..من حيث تقسيم الكوادر ... والملاحظ ان الجماعة لم تتضرر من كونها جماعة " محظورة " ... بل بالعكس قد تكون استفادت من هذا الحظر ... و لا تتعجب ... فسأوضح كيف تم ذلك .
اي تشكيل سياسي مصدر قوته ليس في الاعضاء الذين ينتمون اليه ... ولكن في المؤيدين لتوجه هذا التشكيل السياسي ... بمعني ان من يرجحون كفة هذا الحزب او ذاك في اي انتخابات برلمانية كانت ام رئاسية او حتي محلية ... ليسوا اعضاء الحزب فحسب ... بل هم من يستطيع هذا الحزب او ذاك باقناعهم بافكاره ...وسياساته ... وهذا هو سر قوة الاخوان المسلمون ... في المتعاطفين .... وعندما تقسم الجماعة المنتمون لها ... او المؤيدون لها تقسمهم علي النحو الاتي : " منتظم - منتسب - مؤيد - متعاطف " ... و الدرجة الرابعة هي سر قوة الاخوان في الشارع السياسي المصري , ولعل سر تعاطف قطاع كبير من المصريين مع الجماعة هو الاضطهاد الذي تلاقيه الجماعة والمطاردات الامنية الواسعة التي تجابهها باعتبارها جماعة " محظورة " .
نقاط الضعف :- إلا انه رغم ذلك الحضور الكبير للجماعة ...الا انها ليست حزب سياسي بالمعني المفهوم والمتعارف عليه ... وتلك نقطة الضعف الكبيرة ... فهم مثلا يكتفون بشعار " الاسلام هو الحل " ... الذي يستقطب قطاعا عريضا من الجماهير ... بدون ان تكون لهم برامج واضحة في مجالات الصحة والتعليم ... والاعلام ..والاقتصاد ... وكلما طرحت واحدة من تلك القضايا ... انشغلوا بالرد علي التضييق الحكومي المفروض عليهم - وهو واقع فعلا - ولكنهم لم يقدموا برامج متكاملة كما تفعل الاحزاب في الديموقراطيات العريقة .... حتي بفرض وجود مثل تلك البرامج ... فهي غير متيسرة للعامة .
بالإضافة الي عدم وجود برنامج حزبي واضح للاخوان يمكن الرجوع اليه ومحاسبتهم علي تحقيقه من عدمه , تواجه الجماعة اربع تحديات ضخمة في سبيل اعتبارهم كحزب سياسي " شرعي " وتلك التحديات هي " الدستور – المرأة – الاقباط – الاقتصاد " ... فالاخوان ... لا يخفون رغبتهم في تعديل الدستور في حالة وصولهم الي الحكم ... حيث يريدون وضع بعض الضوابط علي الترشح للرئاسة تستثني المرأة والاقباط .... وهذة هي احد اشد المعضلات التي يستخدمها خصومهم في الطعن فيهم ... فانت عندما تصل للحكم " في حال وصولك " ينبغي ان تحترم القواعد التي اتت بك لهذا الحكم ... لا ان تضع قواعد اخري تحول دون وصول الاخرين لنفس المكان.
اما الغريب حقا فهو ان الاخوان و الحزب الحاكم ... الذين فرقت بينهم السياسة وجعلتهم علي طرفي النقيض .... قد جمعهم الاقتصاد ... فهم يتفقون مع الحكومة " الحالية " في الاتفاق علي اقتصاديات السوق ... بل ويسبغون عليها صبغة دينية .... بضرب امثال من صحابة النبي - صلي الله عليه وسلم - كانوا يتميزون بالثراء الواسع ...., بل ان الكثير من اقطاب الحركة هم من رجال الاعمال . ولعل هذا يضفي شيئا من الطرافة ... فالصراع علي الحكم في مصر التي يقبع اكثر من 40% من سكانها تحت خط الفقر ... بين تيارين كلاهما يمثل جناح اليمين في الاقتصاد ... ولله في خلقه شئون .
- حزب الوسط :- لو كان احد يتميز بالذكاء والخبث السياسي في النظام السياسي الحاكم ... لوافق فورا علي قيام هذا الحزب ... الذي قام بتأسيسه مجموعة من كوادر جماعة الاخوان ... لم يعجبهم سير الامور داخل الكيان الكبير للجماعة التائهة بين دورها الديني والدعوي والسياسي والاجتماعي... فانشقوا معلنين رغبتهم في تأسيس حزب سياسي يمارسون من خلاله السياسة كما يفهمها معظم اللاعبون في ذلك الميدان .
السبب الذي كان من اجله ينبغي السماح لهذا الحزب هو انك امام محاولة لحزب " شرعي ودستوري " تماما ... ببرنامج عمل ... واعضاء ...اي ان كل شئ تحت النور ويمكن لاي شخص الاطلاع علي كيفية سير العمل ومصادر التمويل ... حيث لا وجود لفزاعات مثل " تنظيم عالمي " او " السمع والطاعة " او خلافه ... فهو حزب " مدني " تماما ... يضم بين اعضائه المؤسسيين " اقباطا " و" سيدات " ... فما الضير ان يتم السماح لهم بتأسيس حزب , هل لان بعض اعضائه كانوا منتمين " للاخوان " .. فما المشكلة في ذلك ..ان بعض اقطاب الحزب الحاكم انفسهم كانوا اعضاءا في " الاتحاد الاشتراكي " الذي يعادي فكرة الاحزاب تماما ... فمن وجهة نظري لا يوجد سبب وجيه للرفض ولكنه الغباء السياسي ومبدأ الرفض من اجل الرفض فقط .
الحزب يمثل اتجاه اليمين في السياسة والاقتصاد ... فهو ايضا يؤيد " سياسات السوق " في مجال الاقتصاد ... ولكن مع بعض العدالة في توزيع الثروات ... وتنويه بدور مصر العروبي والافريقي .
مشكلة الحزب الرئيسية هو ان البعض مازال ينظر له بارتياب علي اعتبار انه خرج من عباءة " الاخوان " ..كما ان " الاخوان " انفسهم يناصبونه العداء ... فوقع الحزب بين المطرقة والسندان .. حسب رأي احد الاعضاء المؤسسين للحزب ....هذا علي مستوي النخبة .... اما علي مستوي المشاركة الشعبية ... فالحزب لم ينل الشرعية القانونية حتي يستطيع التحرك بين فئات الشعب ... وإن كان سيواجه صعوبات جمة في حال اختلاطه بالجماهير ...نظرا لان البعض سينظر له علي اساس انه الصورة المنسوخة من " الاخوان " فلماذا يلجئون للصورة " المدنية " ما دام الأصل " الديني " حاضر وفعال ؟ .
- حزب العمل : - اعتقد ان حزب العمل " المجمد " يمكن ان يعتبر سابقة فريدة من نوعها في عالم السياسة ... فلأول مرة يتم تغيير التيار السياسي الذي ينتمي له حزب " ما " الي التيار المقابل ... فحزب العمل الذي ولد " يساريا " في اواسط السبعينيات مع بداية التجربة الحزبية الثانية في مصر ... تحول الي اتجاه اليمين في اواسط الثمانينيات في مؤتمر عام للحزب شهد تولي " عادل حسين " - رحمه الله - منصب الامين العام للحزب ... طبعا دخل الحزب في صراعات مريرة مع الحكومة بسبب مواقفه من حرب الخليج عام 91 وبسبب هجومه علي امين عام الحزب الحاكم – انذاك – " د/ يوسف والي " ... انتهت بالسيناريو المفضل للتخلص من الاحزاب ... بادعاء الفنان " حمدي احمد " حصوله علي اغلبية داخل الجمعية العمومية تؤهله لرئاسة الحزب مما نتج عنه تجميد العمل داخل الحزب.
كبقية الاحزاب التي تدخل في صراع شرس مع الحكومة ... يغطي غبارهذة المعارك علي الكثير من برامج الحزب ... كان دور حزب العمل مختزلا فقط في جريدة " الشعب " ... والتي حازت بعضا من اهتمام العامة نظرا لشراسة هجومها علي الحكومة ... الا ان تكرار الحديث وعدم وضوح الهدف من هذا الهجوم ... ودخوله – في بعض الاحيان – الي نواحي " شخصية " ساهم في انفضاض هذا الاهتمام .رغم عدم حصولي علي معلومات واضحة لبرامج الحزب إلا ان البرامج كانت تدور حول برنامج عمل اسلامي يساهم في عودة دور مصر الكبير العروبي والإسلامي في كافة المجالات
---------
يميــــــــــن الــــــــــوســـط
اذا كان تيار " اليمين " هو الاشد زخما من الناحية الشعبية والتنظيرية سواءا من المؤيدين او المعارضين علي حد السواء .... فيعد " يمين الوسط " هو الاشد زخما بعدد الاحزاب " الفعالة " .... وتلك مفارقة اخري تنفرد بها مصر ... ففي الوقت الذي تشهد فيه دول العالم بشقيه " المتقدم و الثالث " حركات تنادي بالعدالة الاجتماعية وتوفير التأمين الصحي واعانات ضد البطالة ... في اعقاب الانتصار الكاسح " للرأسمالية " في حقبة التسعينات ... وما تولد عن ذلك من سيادة اقتصاديات السوق علي مستوي العالم مما نتج عنه بعض الاثار الاجتماعية التي طالت قطاعا عريضا من الشعوب ... ولعل نماذج مثل " حزب العمال في انجلترا – الديموقراطيين في امريكا – الحزب الاشتراكي في المانيا ومشاركته في ائتلاف حاكم بعد فتره من انفراده بالحكم بواسطة شرويدر - دي سيلفا في البرازيل – ومعظم دول امريكا الجنوبية " ليعطيك فكرة عن الامور تسير في مصر عكس بقية دول العالم ... فقد شهدنا طفرة في الاحزاب ذات توجه " يمين الوسط " في حين كان الشعار السائد في العالم هو " يسار الوسط " .
هذا التيار يضم حزب" الوفد " و حزب " الغد " و حزب " الجبهة الديموقراطية " وسنتناول كل حزب بشئ من التفصيل :-
- حزب الوفد :- احد اعرق الاحزاب في تاريخ السياسة المصرية ... بل لا نعد متجاوزين اذا زعمنا انه الاب الشرعي للاحزاب السياسية في مصر ... فتاريخه في السياسة المصرية قبل الثورة معلوم للجميع ... وكان هو حزب الاغلبية عن حق ... وللتدليل علي المكانة الكبيرة التي كان يتمتع بها كانت تتردد مقولة " لو رشح الوفد حجرا .. لانتخبناه " .
اعيد تأسيس الحزب في عام 78 ... وكالمعتاد واجهته صعوبات في بداية التأسيس ... وتمت الموافقة عليه بحكم المحكمة بعد اضافة كلمة " الجديد " لمسمي الحزب .
احد اهم نقاط القوة للحزب " والضعف عند البعض " ان الحزب تشكل بقيادة الاخوين " سراج الدين " – رحمهم الله - ... فكانا احد الوجوه القوية و المؤثرة من عصر " بشوات " ما قبل الثورة .... ودخل الحزب في تحالف " تكتيكي " مع جماعة الاخوان في انتخابات 84 وحققا معا نتائج جيدة بحصولهم علي " 40 " مقعدا في مجلس الشعب ... الذي شهد سقوط خصمهم " الايدلوجي " حزب " التجمع " بعدم حصوله علي النسبة الكافية لدخول المجلس .
للاسف لم يستغل الحزب هذا النجاح " المؤثر " في توسيع قاعدته الشعبية ... كما لم يستغل جريدته " الوفد " التي كانت صحيفة المعارضة " الرئيسية " في هذا الوقت ..... حيث انشغلوا في الهجوم علي ثورة يوليو ... وكانوا يصرون علي تسميتها " انقلاب يوليو " ... ناسين او متناسين ان هناك كثيرين من المصريين يدينون للكثير مما هم فيه لهذة الثورة او " الانقلاب " كما كان يحلوا لهم تسميتها.
كعادة الاحزاب في مصر تنشغل بمعارك النخبة ... وتنسي ان هناك قطاعا كبيرا من الجماهير لا تهمه معارك " النخبويين " في شئ , واعتقد ان القيادة في حزب الوفد ... كانت مازالت اسيرة لعصر ما قبل الثورة ...حيث كانت الجماهير ليست في حاجة الي برنامج حزبي ...ولا زيارات و مؤتمرات ... فكانت ما ان تسمع بزيارة احد زعماء الوفد حتي تخرج " بالالوف " لتحية " زعيم الامة "
ظل الحزب يراوح مكانة حتي الانتخابات الرئاسية في عام 2005 عندما انتزع " د/ أيمن نور " المركز الثاني في تلك الانتخابات ...محققا اصوات تفوق بـ " 3 " مرات تقريبا ما حصل عليه " د/ نعمان جمعة " ... لينتفض الوفديون علي واحدا من اكبر الكوابيس ... انهم لم يعودوا في المركز الاول لاحزاب المعارضة ..كما كانوا يتصورون في احلامهم الوردية .... ولكنها للاسف كانت انتفاضة علي طريقة " الدبة التي قتلت صاحبها " فدخل الحزب في معارك وصراعات اتت علي المتبقي من الحزب العريق ... ليتخلي طواعية عن دوره كأحد اكبر الاحزاب المعارضة في مصر ... ويدخل في بيت الطاعة الحكومي ..حيث ذابت شخصيته المستقلة ...ليصبح بتبنيه نفس التوجه الاقتصادي للحكومة ... وتطابق الرؤي في – معظم – السياسات الخارجية مع الحكومة ...كجناح معارض داخل الحزب الحاكم ... وليس كحزب معارضة رئيسي في اللعبة السياسية في مصر .
التوجه الاقتصادي : يتبني الحزب منذ بداية ظهوره ... اقتصاديات السوق والانفتاح الاقتصادي الكامل... وقت ان كانت تلك السياسات منبوذة من الحكومة ... وكان هذا ما يسوغ كونه معارضا .... اما الان ومع توجه الحزب الحاكم نحو اقتصاديات السوق تماما ... فلم يعد امام الحزب سوي ان يخالف الحكومة مطالبا ببعض العدالة للفئات المنهكة من الشعب .
- حزب الغد :- لثاني مرة يولد حزب كنتيجة لانشقاق راقي داخل احد الاحزاب ... فالشاب – انذاك – " ايمن نور " الذي احتج علي طريقة سير الامور داخل حزب الوفد ... لم يحاول القفز علي منصب رئيس الحزب " كما يفعل البعض " ... ولكنه تقدم باستقالته من الحزب ... وسعي لتكوين حزب اخر كما يحدث في الديمقراطيات العريقة والراسخة .... وكان يمكن لهذا الحزب ان يكون له وقع كبير في الحياة الحزبية في مصر .... فقد توفرت له عدة عوامل تحتاجها الاحزاب في بداية تكوينها مثل : كاريزما مؤسس الحزب , وكونه وجه مقبول اعلاميا , واهتمامه بالقواعد الشعبية الحزبية , ورشاقة القضايا التي يختار التركيز عليها .
إلا انه عوامل القوة للحزب الوليد يبدو انها قد استثارت بعض دوائر الحكم ... ففوجئ الجميع بقضية تتناول زعيم الحزب الذي لم يمض علي الموافقة علي تاسيسه سوي ايام قليلة .... , ويبدوا ان تلك الدوائر كانت علي علم بما سيجري في غضون شهور قلائل ... طبعا لا يمكن لاحد ان ينفي او يثبت صحة التهمة ... فهناك حكم قضائي بات في هذا الموضوع ... ولكن ايضا ما احيط بتلك القضية يجعل من المشروع احاطتها بكثير من التساؤلات الغير مفهومة.
تخطي الحزب بداياته المتعثرة ... ودخل في معترك الانتخابات الرئاسية في عام 2005 ليجوب زعيم الحزب ومرشحه " د/ أيمن نور " في مصر من شمالها لجنوبها ... ومن شرقها لغربها ... ليفاجئ الناس بشئ غريب عليهم ولم يجربوه منذ سنوات عديدة ...فها هو وجه معروف اعلاميا ... وسياسيا .... يقتحم عليهم مدنهم وقراهم .... بل نجوعهم وكفورهم ... ليظهر لهم بصحبة زوجته ويخاطبهم مباشرة ... وليس عبر الاذاعة او التلفزيون كما تعودوا .... فكان هذا الظهور مما استقطب عددا كبيرا من الشباب لينخرطوا في الحملة الدعائية لحزب " الغد " .... ولكن هذا الظهور المكثف وبالاضافة الي لهجته " الحادة " في انتقاد الاوضاع ... عجل بالانتقام منه ومن حزبه " الوليد " في اعقاب الانتخابات مباشرة .
فقد فوجئ الجميع غداة الانتخابات الرئاسية... بأن الحزب الذي حظي مرشحه بالمرتبه الثانية في الانتخابات الرئاسية ... متخطيا واحد من اعرق واكبر احزاب المعارضة في مصر ... فوجئ الجميع بهذا الحزب يعزل رئيسه الذي ساهم في – ولا نقول حقق – هذا النجاح .... ليدخل الحزب في معركة صارت شبه محفوظة ومكررة حول التنازع علي رئاسة الحزب .. بل والحزب ذاته .... ثم تأتي الضربة القاصمة بالحكم علي مؤسس الحزب بالسجن " 5" سنوات في اواخر عام 2005 .
مشكلة الحزب – كما كانت نقطة قوته في البداية – في ارتباطه بمؤسسه " د/ ايمن نور " ... فبعد اختفائه من الساحة لم يستطع الحزب تقديم شخصية " كاريزمية " تستطيع ملء الفراغ الذي تركه " نور " ... صحيح ان زوجته السيدة/ جميلة اسماعيل .... حاولت ولكن انشغالها بقضية الإفراج عن زوجها حال دون وصول جهدها الي الجماهير ... كما ان "الاتهامات"... التي ساقتها قيادات الصف الثالث والرايع من الحزب الحاكم اثناء الانتخابات الرئاسية حول ان حزب " الغد " يرتبط بعلاقات مع " الولايات المتحدة " .. ساهمت في خفوت التأييد له في الاوساط الشعبية ... حيث يكره الشعب كل ما يمت للولايات المتحدة بصلة ... رغم ان الموقف السياسي الرسمي يعتبرها احد الدول الصديقة
الحزب انشغل بمعاركه الداخلية ... وترك القاعدة الشعبية والزخم الشبابي الذي اكتسبه اثناء معركة انتخابات الرئاسة يذهب ادراج الرياح .... لتخسر مصر مرة اخري احدي التجارب التي كان من الممكن ان تكون واعدة " للغاية " في الحياة الحزبية.
التوجه الاقتصادي :- كان غريبا ان يدعو قادة احد الاحزاب الليبرالية الي تخصيص اعانة بطالة – ابان الانتخابات الرئاسية – والي اسقاط ديون المزارعين لبنك التنمية الزراعي .... فالحزب الذي كان يقدم نفسه حزب " ليبرالي " وعضو في حركة الاحزاب الليبرالية العالمية ... انحاز ناحية اليسار في معرض تقديمه للحلول للوضع الاقتصادي في مصر
- حزب الجبهة الديموقراطية :- حزب ولد نخبويا منذ اللحظة الاولي لولادته ... فهو رغم تميزه من ناحية الاسماء الكبيرة التي فكرت في تأسيسه مثل " د/ اسامة الغزالي حرب – د/ يحيي الجمل – د/ عبد عزيز حجازي " وغيرهم كثيرون .... إلا ان الحزب ولد داخل الغرف المغلقة ... صحيح ان الاسماء التي طرحته ذات تجربة واسعة النطاق في العمل السياسي ... إلا انه عند تفكيرهم في تأسيس حزب ... اختاروا البديل " الشيك " والاكثر " جاهزية " .. وهو حزب يعتمد علي الاسامي الرنانة لمؤسسيه ... بغير اي محاولة لتأسيس قواعد جماهيرية للحزب قبل التفكير في طرح فكرة الحزب ... كما ان الحزب – مع خالص التقدير لكل الاعضاء المؤسسين – لم يكن ذو توجه معين يجعله صاحب بريق في التجربة الحزبية ..... ولعل هذا هو سبب الموافقة الحكومية علي تأسيسه واشهاره بمنتهي السرعة وبدون العراقيل المعتادة .
فهمت الحكومة اللعبة مبكرا ... انتم تحتاجون لحزب من اجل الظهور الاعلامي ... والمطالبة باصلاحات ... اذن فتفضلوا " علي الرحب والسعة " ... واعطوهم حزبا ... بعد ان تأكدوا من حمله لذات الفيروس المتسبب في الاجهاض المتكرر للتجارب الحزبية السابقة ... وهو انضمام " بعض " الاشخاص للحزب وعينهم علي موقع الرجل الاول ... ولا يرضون عنه بديلا .
مشكلة " معظم " قيادات الاحزاب في مصر ... وحزب " الجبهة الديموقراطية " علي رأسها ... انهم يتحدثون كثيرا في الاعلام ... منتظرين ان يثير حديثهم اعجاب الملايين ... فينتفضون للبحث عن مكان الحزب ... ويقبلون فرادي وجماعات ...من اسقاع مصر المختلفة ... متحدين جميع الصعوبات " فكرية – امنية - مادية " .... ليقوموا بمظاهرة حاشدة امام مقر الحزب بالقاهرة ... يطالبون بالانضمام للحزب .... لتكون المشكلة الوحيدة امام الاعضاء المؤسسين ...هي كيف يقومون بتوفير استمارات عضوية لهذا العدد الضخم من الاعضاء .
طبعا هذا من غير الممكن تحقيقه ولا حتي في الاحلام الوردية ... اما علي مستوي الواقع العملي ... فلا يوجد احد من قيادات حزب " الجبهة الديموقراطية " لديه الاستعداد ليجوب مصر من صعيدها لدلتاها ... ومن عريشها ... لسلومها ... عرضا لخط الحزب السياسي ... او بحثا عن اعضاء جدد بالحزب .... ولماذا هذا العناء ... مادامت الفضائيات تتهافت عليهم ليدلوا بدلوهم في قضايا خطيرة ... مثل " التمويل الاجنبي للاحزاب – الفرق بين نظام التمثيل النسبي و الفردي داخل البرلمان " ... ليصولوا ويجولوا في احاديث لا تهم سوي اقل من 1% من الشعب المصري ... المنشغل بقضايا اقل اهمية مثل : ارتفاع تكلفة المعيشة ...و البطالة الخانقة ... واضمحلال مستوي التعليم الحكومي ... والتحديات التي يفرضها تدهور القطاع الطبي الحكومي من لجوء الفردي العادي للقطاع الطبي الخاص .
رغم ظهور الحزب بالغرف المغلقة ...إلا انه لم يسلم من الافات المصاحبة لظهور الاحزاب عامة في مصر .... ليصبح التنازع علي زعامة الاحزاب " سلو بلدنا حزبيا " حيث شهد الحزب حالة صراع " محدود " علي رئاسة الحزب بين " د/ اسامة الغزالي حرب " و " السيد/ محمد انور عصمت السادات " ... خرج علي اثرها د/ يحيي الجمل ليهدد باستقالته من الحزب في حال عدم حل الصراع وديا .
الحزب كان من الممكن ان يكون " رقما " متميزا و جديدا بين الاحزاب في مصر فقط لو اهتم افراده بتوصيل صوتهم للقاعدة الجماهيرية للشعب ... ولكنهم اختاروا ان يبقوا في برجهم العاجي المرتفع ... منعزلين عن الوقود الحقيقي لاي تجربة حزبية ناجعة
التوجه الاقتصادي :- لا تكاد تلحظ تغييرا يذكر بين هذا الحزب وبقية الاحزاب الاخري في التوجه الاقتصادي فهو يسير علي نفس النسق من تأييد واسع لاقتصاديات السوق والانفتاح الاقتصادي والملكية الفردية ...مع بعض الكلام المكرر عن البعد الاجتماعي الواجب توافره اثناء تطبيق تلك السياسات .
يتبـــــــــــع